على الرغم من انتشار مرض الحصبة في إسرائيل خلال الشهر الأخير، واكتشاف أكثر من 3000 إصابة، إلا أن الجولان بقي بعيداً ولم تسجل أي إصابة حتى نهاية الأسبوع الماضي، حيث تم اكتشاف أول إصابة بهدا المرض لدى طفلة من مجدل شمس.
يشار إلى أن الطفلة لم تبلغ عامها الأول، لذا لم تكن قد حصلت بعد على اللقاح الأول ضد الحصبة، والذي يعطى للأطفال عند بلوغهم عمر السنة.
يقول العاملون في الحقل الطبي أن أهم الأسباب لعدم انتشار المرض في الجولان هو الالتزام شبه التام من قبل الأهالي بتحصين أطفالهم، ضمن سلة التطعيمات التي تعطى من خلال عيادات العناية بالأم والطفل، حيث تقارب نسبة الالتزام بالتطعيمات 100%.
ينصح العاملون في الحقل الطبي، في هذه الفترة، عدم اصطحاب أطفالهم إلى الأماكن المكتضة والمغلقة، وفي حال إصابة طفلهم بالمرض، فإنه يجب عدم مخالطة أطفال آخرين حتى الشفاء منه، حفاظاً على صحتهم لأن هذا المرض معدي.
مرض الحصبة – عن موقع وزارة الصحة:
مرض الحصبة (Measles)
ما هو مرض الحصبة؟
الحصبة هي مرض معدٍ شديد العدوى.
في نسبة صغيرة من الحالات، قد تكون مضاعفات المرض شديدة وأيضًا مهددة للحياة.
هناك حاجة لنسبة تطعيم عالية جدًا بين السكان لمنع انتشار الحصبة. قد يؤدي الانخفاض في نسبة الأشخاص الذين تم تطعيمهم بين السكان إلى تفشي المرض. هذا هو السبب الرئيسي لتفشي الأمراض في البلدان الأوروبية وأماكن أخرى في العالم. حتى في البلدان النظيفة من الحصبة، مثل إسرائيل، هناك خطر لانتشار العدوى والمرض من المرضى القادمين من الخارج.
يعتبر الشخص غير المطعم الذي يتعرض لشخص مصاب بالحصبة معرضًا بنسبة أكثر من 90% للإصابة بالمرض!
أفضل وأضمن طريقة لمنع الحصبة ومضاعفاتها هي عن طريق تلقي تطعيم صد الحصبة.
أسباب المرض
تنتج الحصبة عن فيروس الحصبة(Measles virus) الذي ينتمي إلى عائلة Paramyxovirus.
طرق الإصابة بالحصبة
تنتقل الحصبة من شخص إلى آخر عن طريق انتشار الفيروس في البيئة من خلال السعال أو العطس أو ملامسة إفرازات الأنف والبلغم. يمكن التعرّض للإصابة أيضًا أثناء التواجد في غرفة المريض، حتى بعد ساعات قليلة من مغادرة المريض للغرفة.
أعراض مرض الحصبة
تظهر الأعراض عادةً خلال 10 إلى 14 يومًا بعد التعرض للفيروس.
ويظهر المرض أولاً في الحمى المرتفعة وسيلان الأنف والسعال واحمرار العيون والنفور من الضوء.
في اليوم الرابع أو الخامس من ظهور علامات المرض يظهر طفح جلدي أحمر داكن. يبدأ الطفح الجلدي عادًة في منطقة الرقبة وينتشر تدريجيًا نحو الوجه والجسم والأطراف. في البداية تكون الآفات الجلدية موضعية ومتعددة ومن ثم تتجمع في طفح جلدي يغطي مساحات واسعة من الجسم. يبدأ الطفح بالهدوء في اليوم الثالث من ظهوره، وعادة ما يصاحب ذلك تحسن في شعور المريض.
يشبه الطفح الزهور الصغيرة والكثيفة لنبات العنصل، ومن هنا اسم المرض.
المضاعفات المحتملة للحصبة
يمكن أن تتسبب الحصبة في مضاعفات شديدة في الجهاز التنفسي والعصبي.
يصاب حوالي ثلث المرضى بمضاعفات مثل التهاب الأذن الوسطى والإسهال والتهاب القرنية. المضاعفات الأكثر ندرة هي الالتهاب الرئوي والالتهاب الدماغي.
المضاعفات النادرة جدًا التي يمكن أن تحدث بعد عشر سنوات من ظهور الحصبة هو تطور مرض تنكسي في الدماغ الذي يسبب ضرر غير قابل للإصلاح في الجهاز العصبي المركزي، بما في ذلك التدهور المعرفي والتشنجات.
يعتبر خطر حدوث المضاعفات أعلى لدى الأطفال دون سن الخامسة، ولدى البالغين فوق سن 20 عامًا، والمرضى الذين يعانون من كبت جهاز المناعة.
وقد يموت واحد من كل ألف طفل مريض بسبب الحصبة.
الوقاية من مرض الحصبة
أفضل وأضمن طريقة لمنع الإصابة بالمرض هي عن طريق تلقي تطعيم ضد المرض.
تعتبر كفاءة اللقاح في الوقاية من الحصبة عالية جداً (حوالي 97% بعد تلقي جرعتين من اللقاح).
ولدى العدد القليل من الأشخاص الذين تلقوا التطعيم وأصيبوا بالمرض رغم ذلك، تكون شدة المرض خفيفة مقارنة مع من لم يتلقوا التطعيم.
يوفر اللقاح الحماية بعد أسبوعين من الحصول عليه ويستمر في توفير الحماية لفترة عشرات السنين بعد تلقيه.
يتألف التطعيم ضد الحصبة من فيروس حي ضعيف يُعطى عن طريق الحقن تحت الجلد ويدمج بين MMR / MMRV مدمج ضد الحصبة (Measles) والنكاف (Mumps) والحصبة الألمانية (Rubella) والفريسيلا (Varicella).
لا يمكن تلقي التطعيم في إسرائيل ضد فيروس الحصبة وحده.
يتم إعطاء اللقاح كإجراء روتيني في موعدين:
في عمر 12 شهر
في الصف الأول
التعرض للحصبة
لدى الشخص الذي لم يتلقى التطعيم وأصيب بالحصبة، قد يمنع تلقي الطعيم بعد الإصابة المرض أو يقلل من حدته.
التطعيم الفعال – يُعطى في غضون 72 ساعة من التعرض للمرض.
التطعيم السلبي – يُعطى في غضون 6 أيام من التعرض للمرض للأشخاص الذين لا ينبغي أن يتلقوا تطعيم فعال و/أو المعرضين لخطر عال للإصابة بهذا المرض.
تاريخ المرض في إسرائيل
في الخمسينات من القرن الماضي، تم الإبلاغ كل عام عن آلاف حالات الإصابة بالمرض في إسرائيل. ومنذ إدخال اللقاح في عام 1967 كان هناك انخفاض مطرد في عدد المرضى، ولكن لا يزال هناك تفشيات للمرض التي تحدث بشكل رئيسي لدى السكان الذين لا يقومون بتطعيم أطفالهم.
وفي عام 2003 كان هناك تفشي لمرض الحصبة حيث أصيب 60 طفلاً في غضون أسبوعين في مجموعة سكانية الني لم تحصل على التطعيم. ولقد توفيت فتاة واحدة نتيجة لهذا المرض في تلك الحادثة. وفي الأعوام 2007-2008 وبعد وصول سائح المصاب المرض من بريطانيا انتشر هذا المرض مرة أخرى بين السكان الذين لم يتلقوا التطعيم الروتيني، وخلال بضعة أشهر، تم الإبلاغ عن 1452 حالة الحصبة، معظمها في منطقة القدس.