الأزمة الأوكرانية: ميركل تحذر من اضرار “كبيرة” لروسيا

حذرت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل الخميس بأنها قد تتحمل ثمنا سياسيا واقتصاديا باهظا اذا رفضت تغيير سلوكها ازاء اوكرانيا، وقالت إن زعماء الدول الغربية متحدون في استعدادهم لفرض عقوبات على موسكو اذا رأوا ذلك ضروريا.

وقالت ميركل في اشد عبارات استخدمتها منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية، ومزيلة الشكوك من ان المانيا كانت تسعى لتجنب المواجهة مع روسيا، إن سياسة موسكو ستقود الى ما وصفتها بـ “كارثة” لاوكرانيا واكثر من ذلك.

وقالت إن سياسة روسيا “ستغير علاقة الاتحاد الاوروبي مع روسيا، وستسبب ضررا كبيرا لروسيا سياسيا واقتصاديا.”

واعترفت ميركل في كلمة القتها امام البرلمان الالماني البوندزتاغ في برلين بأن الجهود التي بذلتها لاقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسلوك طريق المفاوضات بواسطة “مجموعة اتصال” مع حكومة كييف الانتقالية (التي تتهمها موسكو بالانقلاب على الرئيس الأوكراني الشرعي فيكتور يانوكوفيتش) قد فشلت، وان الوقت آخذ بالنفاد.

يذكر ان المانيا تستورد ثلث حاجتها من الغاز من روسيا، كما تنشط في روسيا اكثر من ستة آلاف شركة المانية.

وبين استطلاع للرأي اجري في المانيا الاسبوع الماضي ان غالبية الالمان يعارضون فرض عقوبات على روسيا.

أوباما

وكانت الولايات المتحدة قد تعهدت في وقت سابق “بالوقوف إلى جانب أوكرانيا” في نزاعها مع روسيا. وجددت تحذيرها لموسكو من عواقب الاستمرار في التدخل العسكري في منطقة القرم الأوكرانية.

وجاء التحذير الأمريكي قبل أربعة أيام من إجراء استفتاء في شبه جزيرة القرم بشأن انفصالها عن أوكرانيا، وعودتها الى حضن روسيا.

وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن روسيا ستواجه عقوبات مالم تنه تدخلها في المنطقة.

وعقب مباحثاته مع رئيس وزراء اوكرانيا المؤقت أرسيني ياتسينيوك، في البيت الأبيض، قال أوباما إنه لا يمكن لدولة أن تفرض على دولة أخرى ما تريد تحت التهديد بالسلاح.

وحذر أوباما نظيره الروسي فلاديمير بوتين من أن المجتمع الدولي “سوف يضطر لأن يفرض تكاليف” ما لم تسحب روسيا قواتها من القرم.

“قرار رمزي”

من ناحيته قال ياتسينيوك إن بلاده الآن جزء من العالم الغربي ولن تستسلم أبدا.

وقال “ليس مقبولا على الإطلاق أن تكون هناك قوات روسية على الأراضي الأوكرانية في القرن الحادي والعشرين، الأمر الذي يعد انتهاكا للاتفاقات والمعاهدات الدولية”.

وصوتت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي على تقديم دعم للحكومة الأوكرانية الجديدة في صورة ضمانات قروض بقيمة مليار دولار والسماح للحكومة الأمريكية بفرض عقوبات على مسؤولين روس وأوكرانيين.

وفي الأمم المتحدة، قال دبلوماسيون إن دولا غربية تعد لاستصدار قرار جديد “رمزي” من مجلس الأمن يؤكد على سيادة أوكرانيا.

ومن المتوقع أن تستخدم روسيا حق النقض “الفيتو” لمنع استصدار القرار الذي سوف يشير إلى الاستفتاء في القرم يوم الأحد المقبل بشأن انضمام القرم إلى روسيا بدلا من بقائها ضمن الأراضي الأوكرانية.

مناوراتمن جانب آخر، قالت روسيا الخميس إن قواتها ستجري مناورات بالدروع والمدفعية وسلاح المشاة في ثلاث مناطق محاذية لحدودها مع أوكرانيا.

ويتزامن هذا الاعلان مع انطلاق مناورات يشارك فيها الآلاف من جنود المظلات الروس قرب أوكرانيا الخميس.

وجاء في بيان اصدرته وزارة الدفاع الروسية ان القوات المسلحة “كثفت تدريباتها الميدانية في مناطق روستوف وبيلغورود وكورسك المحاذية لاوكرانيا.”

 

+ -
.