قال الرئيس بشار الأسد إنه لن يترك السلطة «إلا إذا أراد الشعب السوري ذلك، وليس تحت ضغوط من الغرب».
وأكد، في مقابلة مع وسائل إعلام روسية، أن «الرئيس يأتي إلى السلطة بموافقة الشعب عبر الانتخابات، وإذا تركها فإنه يتركها بطلب من الشعب، وليس بسبب قرار من الولايات المتحدة أو مجلس الأمن الدولي أو مؤتمر جنيف أو بيان جنيف». وأضاف أنه «في حال أراد الشعب أن يبقى الرئيس في السلطة فعليه أن يبقى، وإذا لم تكن هذه إرادة الشعب فعليه أن يتنحى بسرعة». وثمن الأسد المساعدة التي تقدمها إيران لنظامه، إذ أمدته بتكنولوجيا عسكرية «كانت مهمة في مكافحة الإرهاب في سورية»، لافتاً في الوقت عينه إلى أن «طهران لم تزود دمشق بوحدات عسكرية». وقال الأسد إن «التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لم يتمكن من منع انتشار تنظيم الدولة الإسلامية حتى الآن».
بوتين يحشد «الحلفاء السوفييت» لدعم الأسد
سعت موسكو إلى حشد تأييد حلفائها في الفضاء السوفياتي السابق لتحركاتها في سورية. إذ دعاها الرئيس فلاديمير بوتين إلى «الانضمام لجهود موسكو في دعم الحكومة الشرعية لمواجهة الإرهاب». وفيما ربط الرئيس بشار الأسد أي حل في بلاده بـ «هزيمة الإرهاب»، تمسكت الحكومة الفرنسية برفض «أي تسوية» معه معتبرة ذلك «خطأ أخلاقياً وإستراتيجياً»، في ظل جدل فرنسي داخلي في شأن التعامل معه. (للمزيد)
وقال بوتين خلال قمة دوشانبي لمنظمة الأمن والتعاون الجماعي التي تضم بالإضافة إلى روسيا ست جمهوريات سوفياتية سابقة (بيلاروسيا وكازاخستان وأوزبكستان وطاجكستان وقيرغيزيستان وأرمينيا) إن الوضع مقلق للغاية بسبب سيطرة «داعش» على اجزاء واسعة من سورية والعراق و «تمدد نفوذه إلى مناطق أخرى». وتابع أن خطر «داعش وصل إلى أفغانستان حيث يُهدد الفراغ الحاصل بعد مغادرة الجزء الأعظم من القوات الدولية بتمدد نشاط الإرهابيين وعودة كثيرين منهم إلى روسيا وبلدان الرابطة»، مشيراً أمام القادة الذين تجمعهم مخاوف من تردي الوضع في أفغانستان، إلى ضرورة دعم جهود روسيا في سورية لـ «مواجهة الإرهاب».
وفي تطور لافت للموقف الروسي الذي كان يقوم على ربط مساري مكافحة الإرهاب والتسوية السياسية، برز تبدل في لهجة بوتين على خلفية الحشد العسكري الروسي في سورية وما وُصف من جانب خبراء روس بأنه «أمر واقع جديد»، إذ قال بوتين إن حشد الجهود لمواجهة الإرهاب بالتعاون مع الحكومة السورية يُعد أساس التسوية السياسية وحل أزمة اللاجئين.
وكرر بوتين اشارة كان اعلنها سابقاً بأن «الأسد مستعد للتعاون مع معارضة سليمة يتقاسم معها إدارة السلطة»، مقراً بضرورة «اجراء اصلاحات على الهيكلية السياسية» في سورية.
وقال الأسد أمس في حديث إلى وسائل إعلام روسية: «يمكننا أن نصل إلى إجماع (في شأن حل الأزمة) ولكن لن يمكننا القيام بشيء ما لم نهزم الإرهاب في سورية».
إلى ذلك، نفت وزارة الدفاع الروسية صحة معطيات أميركية عن «وجود اتصالات مع واشنطن تمهّد للإطاحة بالأسد»، وقال مسؤول بارز في الوزارة لصحيفة «فيدوموستي» ان موسكو لا تجري حوارات مغلقة في هذا الشأن، كما أكد أن العسكريين الروس في سورية «لا يشاركون في عمليات ميدانية» بل يعملون في تأهيل قاعدة طرطوس ومطار اللاذقية.
وليل أمس قال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة تريد من روسيا المزيد من «المشاركة البناءة» مع التحالف الدولي الذي يقاتل «داعش» في سورية بدلاً من زيادة وجودها العسكري هناك. وقال جوش إيرنست المتحدث باسم البيت الأبيض» إنه ليس لديه علم في شأن ما إذا كان الرئيس باراك أوباما سيتصل بنظيره الروسي في شأن القضية.
وأضاف «عندما يقرر فريقنا… والأكثر أهمية عندما يقرر الرئيس أن التحدث مع الرئيس بوتين سيدعم مصالحنا، عندئذ سيلتقط سماعة الهاتف ويحاول إجراء هذا الاتصال».
وفي باريس، أعلن رئيس الحكومة الفرنسي مانويل فالز أن بلاده عازمة على توجيه ضربات جوية ضد مواقع «داعش» في سورية. وقال فالز في افتتاح جلسة نقاش برلمانية حول النهج الذي تعتمده فرنسا في سورية، انه بعد الطلعات الاستطلاعية التي تشارك فيها ١٢ طائرة فرنسية صار ممكناً «تحديد هيكلية داعش بطريقة أفضل للتمكن من ضربه في سورية»، مشدداً على أن ذلك ينطلق من «مبدأ الدفاع عن النفس» ضد الإرهاب. وأكد أن فرنسا ستعمل بـ «استقلالية تامة» في اختيار أهدافها وأن من غير الوارد «أن نساهم بذلك في تعزيز نظام» الأسد.
واعتبر وضع قوات على الأرض في سورية «غير واقعي»، قائلاً إن أوروبا غير متحمسة لذلك والولايات المتحدة ترفضه. وبعدما اشار إلى أن التدخل على الأرض بمثابة «فخ ينصبه الجهاديون لتوريطنا بحيث نصبح قوة احتلال مزعومة»، قال إنه إذا تشكّل ائتلاف من دول المنطقة «لتحرير سورية من سيطرة داعش فإنه سيلقى دعم فرنسا».
ورأى أن نفوذ «داعش» تنامى نتيجة تصرفات الأسد و «لا يمكن أن يكون الحل» ولا مجال «لأي مساومة أو تسوية معه لأن هذا يمثّل خطأ اخلاقياً وسياسياً واستراتيجياً».
ويأتي موقف فالز من الأسد في وقت يدعو قسم من حزب «الجمهوريون» برئاسة الرئيس السابق نيكولا ساركوزي إلى احياء الحوار معه باعتباره أهون الشرين. وقال رئيس الحكومة السابق فرنسوا فيون (اليمين) إن «الوقت حان لإعادة النظر في استراتيجيتنا الديبلوماسية والعسكرية».
وفي واشنطن، علمت «الحياة» أن منسق الحرب ضد «داعش» الجنرال جون آلن سيغادر منصبه، وإن الإدارة تبحث عن بديل «مرموق» له كي لا ينعكس سلباً على عمل التحالف. وأن آلن الذي تولى منصبه في ١٦ أيلول (سبتمبر) ٢٠١4، يستعد لمغادرة منصبه خلال «أسابيع» للعودة إلى معهد «بروكينغز» حيث عمل كزميل محاضر قبل تولي المنصب. كما غادرت مساعدته الإعلامية إميلي هورن المنصب وانتقلت إلى البيت الأبيض حيث ستعمل ناطقة في مجلس الأمن القومي.
وفيما لا تريد الإدارة الإيحاء بأن مغادرة آلن انتكاسة في الحرب ضد الإرهاب بعد عام من الضربات ضد التنظيم، فإن رصيده والإنجازات التي تحققت خلال سنة ما زالت غير واضحة. وتقول مصادر قريبة من آلن إنه لا يتوقع تحرير الموصل في وقت قريب، وإنه حاول الدفع باتجاه تسليح العشائر في العراق وهو ما لم يحسمه البيت الأبيض بعد. كما اصطدمت خطط انشاء قوة حرس وطني عراقي دعمها آلن بتعقيدات السياسة الداخلية العراقية. وتتطلع الإدارة الى تعيين شخصية بوزن آلن السياسي والعسكري بعد خروجه، وقد يتولى نائبه برت ماكغيرك المهمة بالوكالة.
وفي نيويورك عيّن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأرجنتينية فرجينيا غامبا رئيسة للجنة التحقيق الدولية المعنية بتحديد الجهات والأفراد الذين يستخدمون أسلحة كيماوية وغازات سامة في هجمات عسكرية في سورية. ودعا بان كل الأطراف في سورية الى «التعاون بالكامل مع لجنة التحقيق الجديدة».