الأشد سخونة في ألف سنة

من المعطيات الأساسيّة لدى العلماء أن تغيّر حرارة الأرض يولّد تأثيرات كبرى على الحياة فيها، بل ربما جعلها مستحيلة. وعندما انخفضت حرارة الأرض نصف درجة مئويّة عن معدلها الطبيعي لمدة قرنين بداية من العام 1570، مرّت أوروبا بما وصف بأنه «عصر جليدي صغير»، كان كافيّاً لجعل الفلاحين يهجرون أراضيهم ويعانون من المجاعة بأثر من قِلّة المحاصيل التي عانت من التطاول المفرط في فترات البرد والصقيع.

ومن جهة أخرى، عانى العالم في السنوات الأخيرة أكبر موجة حرارية شهدتها الأرض منذ قرن. ويعني ذلك أن ثمة تغيّراً كبيراً في مناخ الكوكب الأزرق، يهدد بحصول ما لا تحمد عقباه. ففي تلك الآونة، تتالت الفيضانات والمجاعات وموجات الجفاف والتصحر، وحرائق الغابات، والأعاصير المدمّرة، ما نشر خراباً واسعاً في كثير من الدول.

وجاء في تقرير أعدّته لجنة من الخبراء في الأمم المتحدة أن الاحتباس الحراري أشد خطورة مما قدره العلماء في أوقات سابقة، مرجّحين أن تبقى آثاره قروناً قادمة. وكشف التقرير أن تغيّر المناخ يؤدّي إلى ارتفاع مستوى مياه البحر وزيادة موجات الحر الفائق، ما يلوث مصادر المياه ويهدّد الإنتاج الزراعي. كما توقع الخبراء زيادة درجة حرارة الأرض بما يراوح بين 1,4 و5 درجات مئويّة، ما سيؤدي إلى ارتفاع مستويات البحار بما يراوح بين 9 و88 سنتيمتراً في خلال القرن الجاري.

وكذلك أكّد التقرير أن درجة حرارة الأرض زادت فعليّاً خلال حقبة التسعينات من القرن الماضي، بل بلغت في العام 1998 أعلى معدلاتها منذ 1861. ويستند التقرير إلى تحليل جذوع الأشجار والشعاب المرجانيّة والسجل التاريخي لثلوج القطب الشمالي، ليخلص للقول بأن القرن العشرين كان الأعلى حرارة مقارنة بالقرون العشرة التي سبقته.

+ -
.