الأعشاب البحرية “يمكن أن تساعد في تجميد السحب”

يقول علماء إن الأعشاب البحرية الدقيقة يمكن أن تلعب دورا مهما، في تكوين الثلج داخل السحب.

وأثبت فريق علماء دولي، أن المليمترات القليلة على سطح مياه البحار غنية بإفرازات العوالق النباتية.

وأظهر اختبار، أجراه فريق العلماء، أن هذه المادة الميكروسكوبية يمكنها أن تشكل نواة بللورات الثلج، إذا ما ارتفعت في الغلاف الجوي عبر الأمواج المتلاطمة ورذاذ البحر.

ونقلت دورية ناتشر Nature العلمية عن العلماء قولهم، إنه إذا كانت هذه العملية شائعة جدا، فمن المرجح أن تغير خصائص السحب.

ويمكن أن يغير مدى كثرة أو قلة تكون الثلج من عمر السحب، واحتمال تحولها إلى أمطار، وإمكانية عملها كغطاء يدفئ الغلاف الجوي أو كدرع لامع يعكس أشعة الشمس، ما يعطي أثرا مبردا.

ويقول قائد فريق البحث، الدكتور ثيو ويلسون من جامعة ليدز البريطانية، إن هناك عاملا آخر يجب أن تأخذه النماذج المناخية في الحسبان.

وقال لبي بي سي: “فهمنا لتكون السحب ضئيل للغاية في حقيقة الأمر، نحن بحاجة إلى أن نفهم بشكل أفضل كيفية تكون الثلج، لكي يستطيع واضعو النماذج المناخية محاكاته بشكل أفضل”.

وزار فريق البحث المنطقة القطبية الشمالية، الواقعة شمال غرب المحيط الأطلنطي وشمال شرق المحيط الهادئ.

واستخدم الباحثون زورقا يتم التحكم فيه عن بعد، للحصول على ملليمترات من الطبقة العليا لهذه المياه، لاكتشاف أي المواد العضوية توجد بها.

وكانت العوالق النباتية موجودة بوضوح، لكن هذه الكاتنات الحية، على الرغم من صغرها، إلا أنها كبيرة للغاية مقارنة بإمكانية دفعها لأعلى في السماء.

لكن هذه النباتات تفرز مادة عضوية هلامية يبلغ حجمها حوالي 0.2-0.02 ميكرومترات.

وهذا يعني أنها يمكن حملها باتجاه السماء.

ويقول الدكتور ويلسون: “هذه المادة اللزجة ستدخل في جزء من ضباب رذاذ البحر، وسيقوم رذاذ البحر بدفعها إلى أعلى في طبقات الغلاف الجوي”.

وأثبت فريق البحث أن هذه الإفرازات يمكن أن تصبح جسيمات، تقوم بتشكيل نواة ثلجية في الغلاف الجوي، أو ما يعرف اختصار بـ (INPs).

ويقول الدكتور لويس لادينو، من جامعة تورنتو في كندا والمشارك في الدراسة :”السبب في كونها جيدة في تكوين الثلج لم يتضح بالضبط بعد”.

وأضاف: “ربما يرجع لأن تركيبها يشبه الثلج، أو ميلها لأن يكون فيها روابط هيدروجينية، أو بعض المواد الكيميائية الملائمة على سطحها، ربما يكون هناك العديد من المكونات، وأنت لا تستطيع أن تقول أنه مجرد واحد فقط”.

ويكون تأثير جسيمات تشكيل نواة ثلجية في الغلاف الجوي INPs كبيرا، في المناطق التي تقل فيها نسبة غبار الصحراء وجسيمات التلوث.

وقد يكون من بين هذه المناطق المحيط القطبي الجنوبي، وهنا قد تلعب جسيمات تشكيل النواة الثلجية دورا مهما، وإن كان غير معترف به حتى اليوم، في تجميد السحب.

ويقول الدكتور ويلسون: “إذا حدث تغير مناخي تسبب في زيادة جسيمات INPs ربما يؤدي ذلك إلى تجمد السحب، ما سيؤثر بشدة على شكلها وخصائص هطول الأمطار منها، وهذه هي النتائج التي نحن بحاجة إلى فهمها”.

+ -
.