الأقلام والأوراق تواجه احتمال الانقراض

ساهم التطور التكنولوجي الذي نعيشه بتهديد عادات كثيرة بالزوال، من بين أبرزها الكتابة باستعمال الورقة والقلم، اذ أظهر إحصاء أعدته شركة «بيك» في المملكة المتحدة على مراهقين بريطانيين، أن ثلثهم لم يستعمل الورقة والقلم ولم يكتب رسالة طوال حياته، في حين أن 10 في المئة منهم لا يملكون أقلاماً في المنزل.

وفي الاستطلاع الذي أجرته «بيك» وشمل 1000 مراهق ممن يفترض أنهم يستخدمون الأقلام والحبر والأوراق بشكل أكبر من غيرهم، تتراوح اعمارهم بين 13 و19 عاما، وجدت «بيك» أن واحداً من كل 10 لا يملك قلماً في الأصل، وثلث المستطلعين لم يكتبوا بريداً إلكترونياً في حياتهم، والنصف لم يضطروا إلى الجلوس لكتابة اي نوع من انواع الرسائل.

وأظهرت النتائج أن أكثر من 80 في المئة ممن شملهم الاستطلاع لم يكتبوا رسالة حب في حياتهم، وأن 56 في المئة لا يملك أوراقاً في المنزل في الأساس، وأن ربعهم لم يعرف أبداً كتابة بطاقة تهنئة بمناسبة عيد ميلاد.

وذكر الاستطلاع أن وسائل التواصل الاجتماعي التي انتشرت بشكل كبير في الفترة الأخيرة، كان لها أكبر الأثر على الوسائل التقليدية في ارسال الرسائل وانتظار الرد وما فيهما من متعة. فعلى سبيل المثال، وسيلة التواصل الأقرب الى هؤلاء المراهقين هي «سناب تشات»، يرسلون بها الصور والفيديو وليسوا بحاجة للورقة والقلم. ويقول الاستطلاع «هذا هو المستقبل. الأقلام  لقيت حتفها. الأوراق ماتت. الكتابة اليدوية هي من بقايا التاريخ».

ولكن جوناثان سكايريم من بلدة كريستال (وسط بريطانيا)، ما زال متشبثاً بأقلام «بيك» واستخدام الكتابة اليدوية، إذ يقول إن «الكتابة اليدوية هي واحدة من الوسائل الأكثر إبداعاً لدينا، ويجب أن تعطى الأهمية نفسها المعطاة للأشكال الفنية الأخرى مثل الرسم والتصوير».

ويتابع سكايريم «اليوم، إذا كانوا يريدون أن أقول  لهم شكراً، فإنها يمكن أن تكون عبر سكايب. وإذا كانوا يريدون أن أتمنى لشخص ما عيد ميلاد سعيد، فإنها يمكن أن تكون رسالة نصية. إذا كانوا يريدون التعبير عن الحب يرسلون 140 حرفاً عبرتويتر».

ويضيف: «إنهم في حاجة إلى الأقلام بقدر ما يحتاجون إلى الآلات الكاتبة والأجهزة المحمولة. إنهم في حاجة إلى كمية من الورق في منازلهم بقدر ما نحتاج إلى علاج لهذا الوباء».

ويعد انتشار الهواتف الذكية أحد أبرز الأسباب في تراجع قيمة الكتابة اليدوية، إذ أن أكثر من ثلثي المراهقين يعترفون بأن استخدام هواتفهم الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، أضرّ بقدرتهم على الكتابة اليدوية، وحتى على معرفة القواعد اللغوية الصحيحة.

+ -
.