آلام الركبة وعضلة الساق وأوتار القدم مزعجة بعد بذل جهد عضلي، ولكنها مهمة، فلولاها لأهلك الإنسان جسمه. نتعرف هنا على كيفية فهم الأوجاع وتفسيرها بشكل أفضل ونجيب عن السؤال: هل الألم علامة على ممارسة سليمة للتمارين الرياضية؟
حين يزداد ألم الركبة (الاحتكاك الحرقفي) ويتفاقم وجع عضلة الساق (التقلصات العضلية) ويستفحل الإزعاج المؤلم الصادر عن القدم (انسحاب الأوتار)، بعد بذل جهد جسماني كبير أو ممارسة الرياضة، فقد يتساءل الإنسان: هل هذه حُجج يتذرّع بها جسمي كي أوقف عملي العضلي أو أنهي تدريبي الرياضي؟ أم يجب علي أخذ هذه الآلام على محمل الجد؟
الآلام والأوجاع هي علامة تنبيه وتحذير بوجوب الاعتناء بالموضع الصادر منه الوجع، كما يقول إنغو فروبوزيه الأستاذ في الأكاديمية الرياضية بمدينة كولونيا الألمانية، وفق ما ينقل موقع شبيغل الإلكتروني. فالجسم يمتلك مستقبلات حيوية تتحقق على الدوام ودون كلل أو ملل من إن كان كل عضو في الجسد يعمل بشكل صحيح. وتتكفل هذه المستقبلات بقياس درجة حرارة الجسم وضغطه الميكانيكي وتحليل تغيراته الحيوية الكيميائية.
وهذا يعني أن خلايا البدن تقرع ناقوس الخطر حين لا تتلقى ما يكفيها من غاز الأوكسجين. على سبيل المثال: عندما يبقى الإنسان جالسا لوقت طويل أمام الكمبيوتر مثلا فإنه، يشعر بآلام الرقبة، لكن هذا الألم مهم لأنه يحذرنا وبالتالي يحمينا من الإصابة الشديدة.
هكذا ينشأ الألم عند الإفراط في إجهاد البدن
يظن بعض الممارسين للرياضة أن اشتداد الألم علامة على ممارسة سليمة للتمارين الرياضية، فيتناولون مسكنات الآلام ويتابعون التدريب، لكن المسكنات تهدئ الوجع وتخدر موضعه فقط ولا تقضي على سبب الألم، وهذا ينطبق أيضا على القائمين بأعمال جسدية قاسية. غير أن الشعور بالألم بعد ممارسة الرياضة يكون عادةً بسبب الإجهاد الزائد لأوتار الجسد وأربطته ومفاصله، كما يقول الخبراء.
والسبب هو أن نمو أعضاء الجسم المعنية يكون أثناء ممارسة الجهد العضلي بمعدلات وسرعات مختلفة: فالعضلات تنمو في ثلاثة أسابيع، في حين تحتاج العظام والغضاريف إلى ستة أشهر للنمو. وينجم عن اختلال التوازن هذا آلام في عضلات الجسم وأنسجته الضامة. وليست هذه الأوجاع سوى تحذير تنبيهي يقول للإنسان:” اعتنِ بنفسك يا عزيزي وخذ قسطا من الراحة قبل أن تؤذي نفسك”.
لماذا يختلف البشر في الشعور بالألم؟
إدراك الألم يتم في الدماغ. ويختلف كل إنسان عن غيره في الإحساس بالألم. وبعض أعضاء الجسم مثل الوجه والفم واليدين تكون أكثر إحساسا بالألم من غيرها. ولكن المهم في جميع هذه الحالات هو ليس مدى تحمل الإنسان للآلام بل أن يعرف كيف يتصرف إزاء هذه الأوجاع.
“الألم صديقك وليس عدوك”، كما يقول المتخصص في معالجة الآلام رولاند ليبشَر، وفق ما ينقل موقع شبيغل الإلكتروني. فكلما تعرض الجسد للخطر ازدادت الآلام. ومن لم يتوقف عن الجهد البدني الزائد ولم يأخذ استراحة فإنه بذلك لا يزيد الأمور إلى سوءاً. فالأوجاع، بعكس الاعتقاد السائد، ليست علامة على الممارسة السليمة للتمارين الرياضية، بل علامة على أن الجسم يحتاج إلى وقت للراحة كي تستعيد أنسجته نشاطها من جديد.
معالجة الآلام الحادة
لا يوجد دواء لمعالجة الآلام بشكل تام. لكن يمكن التخفيف منها على المدى القصير باستخدام البرودة. فمثلا حين يصاب لاعب كرة قدم بالألم يقوم الطبيب الرياضي برش رذاذ بارد من قنينة بخّاخة على موضع الألم كي يتمكن اللاعب من مواصلة اللعب.
لكن العلاج بالتبريد ليس كافيا لإيقاف الألم على المدى الطويل، وينبغي هنا القيام بالتدليك وتمارين التمدد، فهذا يساعد على إزالة توتر العضلات والأنسجة الضامة ويعمل على تحفيز الدورة الدموية. أما بالنسبة لعلاج توتر الظهر والرقبة والكتفين فإن الحرارة تكون أكثر إفادة، لأنها تفتح الأوعية الدموية وتعمل على استرخاء العضلات. وأفضل نصيحة هي تفادي هذه الآلام، وذلك بعدم الإفراط في إرهاق الجسم أثناء ممارسة الرياضة وعدم الإجهاد الزائد للجسد أثناء الأعمال العضلية.