أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الهجوم الصاروخي الذي استهدف مساء الخميس تجمعا انتخابيا لمؤيدي الرئيس بشار الأسد في مدينة درعا والذي قتل واصيب فيه العشرات.
وجدد بان، على لسان ناطق باسمه، معارضته لأي استخدام عشوائي للأسلحة من قبل أي من أطراف الأزمة السورية ضد المدنيين.
وأعرب الأمين العام عن أسفه العميق إزاء عجز المجتمع الدولي عن التوحد لوقف هذا الصراع ولتوفير السبل لمحاسبة مقترفي الفظائع من قبيل هذا الهجوم.
وأوضح بان أن الشعب السوري في حاجة ماسة إلى وضع نهاية للعنف واستراحة قصيرة من الماضي كي ينطلق نحو سوريا الجديدة، والتي يحقق فيها طموحاته وحيث تتوفر الحماية لكل المجتمعات.
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض قد قال إن المعارضة السورية قصفت الخميس مسيرة انتخابية لمؤيدي للرئيس بشار الاسد في مدينة درعا الجنوبية.
وقال المرصد إن القصف اسفر عن مقتل 21 من الحاضرين واصابة اكثر من 30 بجروح.
يذكر ان الاسد سيخوض الانتخابات الرئاسية المزمع اجراؤها في الثالث من الشهر المقبل سعيا للفوز بفترة رئاسية ثالثة امدها سبع سنوات وذلك رغم استنكار المعارضة ورفض غربي.
ومن المتوقع أن يفوز الاسد في الانتخابات التى أعلنت المعارضة عدم مشاركتها فيها حيث تحمله شخصيا مسؤولية اندلاع الحرب الأهلية في البلاد و تتهمه بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين العزل من شعبه.
وتعتبر المعارضة أيضا ان الانتخابات التى ستجري في المواقع التى يسيطر عليها النظام فقط “مجرد دعاية سياسية ومسرحية هزلية” يسعى من خلالها الأسد للاستمرار في حكم البلاد.
وسقطت قذيفة هاون على خيمة كبيرة تجمع فيها عشرات من مؤيدي الأسد ما أدى إلى تزايد الخسائر والإصابات.
“لا يوجد مكان آمن”
وقال أحد النشطاء البارزين في درعا لفرانس برس إن مثل هذه التجمعات الانتخابية تعد “اهانة للشهداء اذ ان الحاضرين يعمدون الى تشغيل الموسيقى العالية ورقص الدبكا داخل تلك الخيام”.
وأكد المرصد أن بين القتلى عدد من رجال الميليشيات المسلحة التابعة لنظام الأسد والتى تقاتل مع الجيش النظامي جنبا إلى جنب.
ويؤكد رامي عبد الرحمن مدير المرصد ومقره بريطانيا “أن الرسالة التى وجهتها المعارضة للنظام عبر هذا القصف كانت واضحة بشدة وهي تؤكد أنه لا يوجد مكان واحد في سوريا آمن بما يكفي لاجراء الانتخابات.”
ويقول المرصد، الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، إن أكثر من 160 ألف شخص قتلوا في الصراع السوري المستمر منذ ثلاث سنوات.
وكانت قوات الحكومة السورية تمكنت من كسر حصارا تفرضه قوات المعارضة منذ عام على سجن حلب الرئيسي لتقطع طرق إمداد رئيسية للمقاتلين وتتعهد بالمضي قدما لاستعادة السيطرة على أكبر مدينة سورية.
وعرض التلفزيون السوري لقطات لجنود داخل السجن بعد أن طردوا مقاتلي تنظيم القاعدة وكتائب إسلامية أخرى حاولت عدة مرات في الأشهر القليلة الماضية اقتحام وإطلاق سراح آلاف السجناء.
وتأتي المكاسب التي حققها الجيش قبل 12 يوما من انتخابات يتوقع أن يبقى إثرها الأسد في السلطة سبع سنوات أخرى فيما تعزز قواته سيطرتها على وسط البلاد.