عمد فنانون جزائريون شباب إلى نشر صورة «مادونة بن طلحة» بعدما أعادوا تشكيلها فنياً، على مواقع الإنترنت. والصورة هذه التي عرفت رواجاً عالمياً كان التقطها المصور الجزائري حسين زورار لأم ثكلى فقدت أولادها في المجازر التي ارتكبها إرهابيون أصوليون متطرفون في حي بن طلحة في قلب الجزائر عام 1997. وبدت الصورة المؤثرة جداً كأنها تجسيد لـ «الأم الحزينة» المعروفة في الغرب باسم «ماتر دولوروزا» وترمز إلى مريم العذراء لحظة انحنائها على جسد ابنها. انتشرت الصورة هذه منذ لحظة التقاطها في 23 أيلول (سبتمبر) 1997 وتناقلتها وسائل الإعلام ونال المصور عنها جوائز عالمية. ولعل عودة بعض الفنانين الجزائريين إليها الآن وإطلاقها عبر الإنترنت في صيغ فنية حديثة، تشكيلاً ورسماً، تعبر عن أحوال الأمهات العربيات اللواتي جعلتهن المجازر أمهات ثكالى وحزينات ونائحات على أولادهن الذين يسقطون تحت القذائف وبراميل البارود والصواريخ الكيماوية، في سورية والعراق وفلسطين وسائر المناطق العربية المشتعلة. وآخر الأمهات الحزينات أم الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير الذي أقدم مستوطنون إسرائيليون هم بمثابة وحوش على حرقه حياً معتمدين أبشع الوسائل النازية في الحرق، فهم أفرغوا البنزين في فمه وأضرموا النار فيه ثم راحوا يمطرونه بالبنزين ليحترق جسده، داخلاً وخارجاً. إنها فعلاً أبشع الجرائم أن يُحرق حلق الفتى وأحشاؤه ثم جسده كاملاً. لكنّ هذه الوحشية الإسرائيلية ليست بغريبة عن وحشية القتلة العرب الذين يحرقون أطفالهم بقنابل الكيماوي المحظورة دولياً.
هذه الصورة الفنية التي أنجزها فنياً ونشرها عبر الإنترنت الفنان الجزائري وليد بوشوشي خير دليل على فداحة قتل الأطفال التي ما زالت مستشرية ليس في فلسطين فقط، إنما في سورية والعراق وسواهما.