أكد مفوض شؤون الطاقة في الاتحاد الأوروبي، غونتر أوتينغر، أمس أن الاتحاد يريد توحيد سعر الغاز الروسي لكل أعضائه مضيفاً أن البنية التحتية المشتركة للغاز في أوروبا يجب أن تشمل أوكرانيا وجورجيا وغرب البلقان. وجاءت تصريحات أوتينغر بعد اجتماع مع رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك، الذي يروج لفكرة اتحاد أوروبي للطاقة والشراء المشترك للغاز الروسي، قبل محادثات مع روسيا وأوكرانيا بخصوص تأمين إمدادات الغاز الروسية إلى أوروبا.
وقال أوتينغر في مؤتمر صحافي مشترك مع توسك «نريد سعراً موحداً للغاز في السوق الأوروبية المشتركة». وأضاف «لعبة فرّق تسد أو أي لعبة من هذا النوع تقترحها موسكو لا يمكن أن تقبلها ولن تقبلها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي». وتشتري دول الاتحاد الأوروبي الغاز الروسي حالياً بموجب عقود فردية مع موسكو وتدفع أسعاراً مختلفة. ومن شأن المشتريات المشتركة أن تعزز مركز الاتحاد الأوروبي في التفاوض وتخفض السعر.
واعتبرت شركة «غازبروم» الروسية أن اقتراح أوتينغر يثير تساؤلات بشأن التعاقدات. وأضاف الناطق باسم الشركة سيرغي كوبريانوف «سنرغب في معرفة ما إذا الاقتراح هو توحيد السعر لكل موردي الغاز إلى أوروبا أم لروسيا فقط». وذكر أوتينغر أيضاً أنه لا بد وأن يكون لأوروبا شبكات مشتركة للغاز الطبيعي والكهرباء تمتد في أنحاء المنطقة بما في ذلك زيادة الربط الكهربائي بين الدول وأنه ينبغي عليها أيضاً أن تزيد تنويع مصادر وارداتها من الطاقة.
إلى ذلك، تراجع إنتاج النفط الروسي 0.2 في المئة إلى 10.54 مليون برميل يومياً في نيسان (أبريل) ليهبط للشهر الرابع على التوالي بعدما فشل إنتاج الحقول الجديدة في تعويض تراجع الإنتاج من الحقول المكتملة التطوير. وهذه أطول فترة من تباطؤ الإنتاج الشهري منذ سنوات في أكبر منتج للخام في العالم وتُعد إشارة سلبية لموازنة الدولة التي تعتمد على مبيعات النفط والغاز لجني نصف إيراداتها. وكان وزير الطاقة، الكسندر نوفاك، توقع استقرار إنتاج الخام أو ارتفاعه قليلاً هذا العام. وبلغ إنتاج النفط الروسي في آذار (مارس) 10.56 مليون برميل يومياً.
ويتراجع الإنتاج شهرياً منذ بداية هذه السنة بعدما لامس أعلى مستوى له منذ انهيار الاتحاد السوفياتي حين بلغ 10.63 مليون برميل يومياً في كانون الأول (ديسمبر). وانخفض إنتاج الغاز الطبيعي إلى 1.73 بليون متر مكعب يومياً في الشهر الماضي من 1.83 بليون متر مكعب في آذار.
وفي الأسواق، صعد سعر خام «برنت» في العقود الآجلة نحو دولار متجاوزاً 108 دولارات للبرميل أمس مع تصاعد القتال بين الجيش الأوكراني ومجموعة موالية لروسيا في شرق البلد، ما أزكى مخاوف من تعطل إمدادات الطاقة من المنطقة.
وهدد الغرب بفرض مزيد من العقوبات على روسيا الذي يعتقد أنها تساعد الجماعات الانفصالية، ولم تؤثر الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في تدفقات النفط أو الغاز حتى الآن. وأسقط متمردون موالون لروسيا طائرتين مروحيتين أوكرانيتين، ما أسفر عن مقتل فردين من طاقميهما في الوقت الذي شددت فيه قوات الجيش الحصار على بلدة سلافيانسك التي يسيطر عليها الانفصاليون.
وزاد سعر خام «برنت» في العقود الآجلة تسليم حزيران (يونيو) 76 سنتاً إلى 108.52 دولار للبرميل بعدما سجل أول من أمس أدنى مستوى عند التسوية منذ 11 نيسان (ابريل). وارتفع الخام الأميركي 50 سنتاً إلى 99.92 دولار للبرميل.