شكك علماء في مدى دقة إعلان فيزيائيين أميركيين قبل أشهر رصد موجات تعود إلى نشوء الكون، والذي اعتبر حينها تقدما فيزيائيا كبيرا لكونه يتوافق مع نظرية الانفجار الكوني الهائل.
ولو صح ما أعلنه الفيزيائيون الأميركيون في شهر آذار/مارس 2014، فإن تلك الموجات الأولى التي أشارت إليها نظرية اينشتاين، كانت لتعد بمثابة الشاهد على التوسع السريع للكون في اللحظات الأولى من تكونه قبل 13 مليار و800 مليون عام، وهي الحقبة التي يطلق عليها العلماء اسم “التضخم الكوني”.
وذلك الاكتشاف كان أعمال مراقبة حثيثة بواسطة التلسكوب “بايسيب2” في القطب الجنوبي، لبقايا الأشعة الصادرة عن الانفجار الكوني الهائل (بيغ بانغ)، وهي تعزز الفرضية التي أطلقها في العام 1979 عالم الفيزياء الأميركي الآن غوت.
ولدى الإعلان عن ذاك الاكتشاف، قال جون كوفاك استاذ علم الفلك والفيزياء في معهد هارفرد سميثسونيان للفيزياء الفلكية والمشرف على فريق العمل، إن رصد هذه الموجات هو “أحد أهم الأهداف في علم الفلك اليوم، وهو ثمرة عمل كبير يشترك فيه عدد كبير من الباحثين”.
ولتبسيط طريقة رصد هذه الموجات العائدة إلى 14 مليار سنة، أوضح العلماء أن هذه الموجات التي يطلق عليها اسم موجات الجاذبية، تولد ضغطا يؤدي إلى تكوين “بصمة” مميزة في عمق الكون يمكن رصدها.
لكن هذه ية مثل “ساينس” و”نيو ساينتست”.
وفي الرابع من حزيران/يونيو، نشر بول شتينهادرد مدير مركز الفيزياء النظرية في جامعة برينستاون تقريرا في مجلة نيتشر البريطانية شكك فيها بشكل واضح وعلني بتلك الخلاصات.
وأكد عالم الفلك هذا أن فريق جامعة هارفرد وقع في أخطاء حسابية وتحليلية أدت إلى الانتهاء إلى نتيجة مغلوطة.
وبحسب بول شتينهادرد، لا يمكن التثبت من أن الإشعاعات التي رصدها فريق جامعة هارفرد بواسطة التلسكوب الجنوبي تعود فعلا إلى اللحظات الأولى من عمر الكون.
وقال “اعتقد أنه من غير الممكن التثبت من انبعاثات الضوء تلك مصدرها الغبار الكوني لمجرة درب التبانة، أو أنها تعود إلى فجر تاريخ الكون”. وأضاف “نعلم أن الغبار الكوني يبث موجات مضيئة يمكن رصدها في اتجاهات مختلفة، وخصائص الموجات التي رصدوها تنطبق على الغبار الكوني كما تنطبق على الموجات الصادرة من نشوء الكون”.
وأكد العالم أنه من الصعب التمييز بين النوعين بما أن القياسات جرت استنادا إلى موجة واحدة من الترددات المضيئة.
ورأى أن القول الفصل في هذا الموضوع قد يتبين في الخريف المقبل عندما يقوم فريق علمي آخر يعكف حاليا على عمليات مراقبة جديدة مستعينا بالتلسكوب الفضائي بلانك التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، بنشر نتيجة اعماله.
وهذا التلسكوب يجري مسحا شاملا للفضاء بخلاف التلسكوب الجنوبي الذي لم يحط سوى بما نسبته 2 بالمئة من سماء الأرض، وفقا للفيزيائي دايفد شبيرغل. وقال هذا العالم “كان الأولى بفريق هارفرد أن يتحروا الحذر قبل الإعلان عن أمر بهذه الأهمية”.
thats!!!great