يتجاهل البعض ظهور الدم أثناء تنظيف أسنانهم، إلا أن هذه هي الإشارة الأولى لالتهاب اللثة الذي يؤدي إلى الإصابة بأمراض خطيرة لا يمكننا توقعها.
ينتشر مرض التهاب اللثة بكثرة، إذ يعد ثاني أكثر مرض شيوعا في العالم بعد التسوس، وبالرغم من كثرة انتشاره إلا أن كثيرين يجهلون إصابتهم به رغم أن العلامة الأولى للإصابة بهذا المرض تظهر بوضوح أثناء تنظيف الأسنان وذلك بظهور الدم، فضلا عن تغير لون اللثة، فبينما يكون لون اللثة السليمة ورديا، إلا أن التهابها يؤدي إلى انتفاخها وتحول لونها إلى الأحمر.
وتطور التهاب اللثة يؤدي إلى التهاب الفك بأكمله وانحسار اللثة وتخلخل الأسنان وتساقطها وفقا لما تؤكده طبيبة الأسنان الألمانية مانوليا بيكديمر مضيفة بالقول”عندما تتراكم طبقة اللويحات الجرثومية على سطح الأسنان، تتحول فيما بعد إلى مواد صلبة وتتشكل طبقة من الترسبات القلحية (الجير)، ليتشكل سطح خشن يمكن للبكتريا أن تلتصق به وأن تتغلغل إلى العمق مسببة التهاب اللثة، ما يؤدي إلى تآكل العظام”.
ووفقا للطبيبة بيكديمر فإن إهمال علاج التهاب اللثة لا يؤدي إلى فقدان الأسنان فحسب، بل إلى الإصابة بأمراض خطيرة مثل الذبحة القلبية والروماتيزوم والتهاب الرئتين والعجز الجنسي وتشرح ذلك بقولها ” لوحظ لدى المرضى الذين يعانون من نوبات قلبية، وجود بكتيريا فموية في منطقة القلب. ما يعني إمكانية تعزيز أمراض القلب والسكري، ولدى النساء في سن الإنجاب من الممكن أن يتعرضن لحالات إجهاض بزيادة البكتيريا.” وتشير بيكديمر إلى أن حواف التيجان غير الدقيقة وحواف الحشوات الممتدة ووجود خلل في الفك، ربما تكن أحد أسباب التهاب اللثة، إذ تزيد من إمكانية تراكم اللويحات الجرثومية وتجمع الباكتيريا.
تنظيف الأسنان بالفرشاة وحدها لا يكفي للوقاية من التهاب اللثة، فهذا يساعد على تنظيف السطح الخارجي فقط وفقا للطبيبة بيكديمر، وهي تنصح بضرورة تنظيف الجوانب والحواف بشكل جيد أيضا باستخدام خيوط تنظيف الأسنان وفرشاة خاصة بالأسطح الجانبية إلى جانب تنظيف اللسان واستعمال غسول الفم أيضا، إلى جانب ضرورة الابتعاد عن التدخين ومراقبة الغذاء أيضا.