تسببت إضافة ثانية كبيسة لساعات العالم الليلة الماضية في توقف نحو ألفي شبكة إنترنت حول العالم، لكن سرعان ما استعاد معظمها زمام الأمور.
وتتم إضافة هذه الثانية الكبيسة كل بضع سنوات للحفاظ على تزامن التوقيت العالمي مع دوران الكرة الأرضية، حيث يتسع الفارق بين الاثنين بسبب تباطؤ دوران الأرض، ومنذ عام 1971 تمت إضافة 26 ثانية كبيسة لساعات العالم.
وقد أكد دوغ مادوري مدير تحليل الإنترنت لدى شركة “داين”، المتخصصة في دراسة تدفقات حركة الإنترنت العالمية، أن زهاء ألفي شبكة توقفت عن العمل مباشرة بعد منتصف الليل بتوقيت غرينتش.
وقال إن ما يقرب من نصف تلك الشبكات توجد في البرازيل، مما يشير إلى أن مقدمي خدمات الإنترنت هناك يستخدمون نوعا شائعا من أجهزة التوجيه التي لم تكن قد أُعدت للثانية الكبيسة. في حين تعافت معظم الشبكات بسرعة، حيث لم يتطلب ذلك إلا أن يُعاد تشغيل أجهزة التوجيه.
وأوضح مادوري أن جدول التوجيه العالمي الخاص بالإنترنت، وهو قاعدة بيانات موزَّعة للشبكات وكيفية اتصالها، يحتوي على أكثر من نصف مليون شبكة، مما يعني أن إضافة الثانية الكبيسة لم يؤثر إلا على 0.5% فقط من الشبكات حول العالم.
يذكر أن معظم أجهزة الحاسوب المتصلة بالإنترنت تستخدم بروتوكولا يُعرف باسم “بروتوكول وقت الشبكة” (NTP) لتتبع الوقت، والذي يرتبط بالتوقيت العالمي.
وكانت الثانية الكبيسة الماضية، التي أضيف عام 2012، تسببت في مشكلات لأنظمة لينوكس والبرامج المكتوبة بلغة جافا، وأبلغت شركات تقنية مثل موزيلا وريديت وفورسكوير ويلب ولينكدإن وستمبل عن انهيار أنظمتها، إلى جانب تعطل إقلاع أكثر من 400 رحلة جوية في أستراليانتيجة انهيار نظام تسجيل وصول المسافرين في شركة طيران “كوانتاس”.
وقد دفعت تلك المشكلات الشركات لاتخاذ احتياطاتها هذه المرة، الأمر الذي انعكس إيجابا بحجم الأضرار القليل بعد إضافة الثانية الكبيسة الليلة الماضية.
يشار إلى أن الولايات المتحدة تعارض إضافة الثانية الكبيسة هذه بحجة أنها تخل بالأنظمة الدقيقة المستخدمة في الملاحة والاتصالات، في حين تعارض بريطانيا ذلك بذريعة أن عدم إضافتها سيؤدي إلى كسر الحلقة بين مفهوم الوقت وشروق وغروب الشمس.
وينتظر أن يتم حسم مصير الثانية الكبيسة في المؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية في نوفمبر/تشرين الثاني 2015.