تراجعت القوات الحكومية السورية مجددا إلى خارج محافظة الرقة، المعقل الأبرز لتنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا. وحسب المرصد السوري فإن “داعش” تمكن من دفع القوات السورية مرة أخرى إلى خارج الحدود الإدارية لمحافظة الرقة.
ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الاثنين (20 حزيران/ يونيو 2016) أن تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) تمكن مرة أخرى من إخراج القوات السورية والميليشيات المتحالفة معها إلى خارج محافظة الرقة، وذلك بعد 15 يوماً فقط من دخولها الحدود الإدارية للمحافظة، قادمة من منطقة أثريا بريف السلمية الشمالي الشرقي.
وأفاد المرصد المحسوب على المعارضة والذي يتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرا له، أن عناصر “داعش” نفذوا هجوماً عنيفاً على مراكز القوات السورية والمسلحين الموالين لها في منطقة مفرق الطبقة – الرصافة – أثريا ومحيطها بريف الطبقة الجنوبي والجنوبي الغربي. وقال مدير المرصد “تمكن تنظيم الدولة الإسلامية ليل الاثنين من إخراج قوات الحكومة من كامل الحدود الإدارية لمحافظة الرقة اثر هجوم عنيف بدأه ليل الأحد”.
وشن تنظيم “داعش” هجوما معاكسا الأحد بعدما استقدم 300 مقاتل من مدينة الرقة إلى الطبقة إثر تقدم القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها إلى مسافة سبعة كيلومترات من مطار الطبقة العسكري. وتمكن التنظيم الاثنين من إجبارهم على التراجع لمسافة عشرين كيلومترا قبل أن يجبرهم على الانسحاب إلى خارج المحافظة، بحسب المرصد.
ووفقا للمرصد فقد قتل 40 شخصا على الأقل من بينهم ضابط برتبة عقيد وعدد من عناصر القوات السورية والمسلحين الموالين لها خلال الهجمات المتتالية للتنظيم خلال الـ 24 ساعة الماضية، ليرتفع بذلك العدد إلى 93 على الأقل.
وبدأت قوات الحكومة السورية ومقاتلون من قوات “صقور الصحراء” موالون لها ومدربون من موسكو، هجوما مطلع الشهر الحالي بدعم جوي روسي وتمكنت من دخول محافظة الرقة للمرة الأولى منذ عامين والتقدم جنوب مدينة الطبقة التي سيطر عليها “داعش” منذ عام 2014.
وتقع الطبقة على بعد حوالي خمسين كيلومترا غرب مدينة الرقة وتشكل نقطة عبور رئيسية على ضفاف نهر الفرات، ويوجد بالقرب منها مطار عسكري وسجن تحت سيطرة “داعش”. ويسيطر التنظيم على كامل محافظة الرقة باستثناء مدينتي تل أبيض وعين عيسى، اللتين تسيطر عليهما قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية أبرز مكوناتها.