كشفت مصادر مؤيدة وأخرى معارضة للنظام عن تقدم الجيش الحكومي والميليشيات المتحالفة معه في شرق حرب وسط احتدام القتال. واتفاقات لخروج مقاتلي المعارضة من بعض ضواحي دمشق. وأنباء عن دوي انفجارات بمعسكر كردي أمريكي.
قالت مصادر متطابقة إن الجيش الحكومي السوري والميليشيات المتحالفة معه سيطروا على قطاع كبير في حي مهم بشرق حلب، الخاضع للمعارضة، اليوم السبت لكن قتالا ضاريا للسيطرة على المنطقة السكنية لا يزال جاريا.
وقال مصدر عسكري سوري والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن الحكومة السورية والقوات المتحالفة معها سيطرت على نحو 80 في المئة من حي هنانو على خط الجبهة الشمالي الشرقي من القطاع الخاضع للمعارضة. وقال المصدر العسكري السوري إن “الجيش يأمل في تأمين المنطقة بالكامل خلال ساعات.”
وكشف مسؤول في الجبهة الشامية ،وهي واحدة من أكبر الجماعات التي تقاتل النظام في شمال سوريا ولها مقاتلين في هنانو، عن أن الحي يشهد معارك كر وفر وإن قوات النظام سيطرت على نحو نصف الحي. ويقول معارضون إن أغلب هنانو خال من السكان منذ أشهر.
وذكر الإعلام السوري الرسمي أن الجيش وفر “ممرا آمنا لنحو 150 شخصا للخروج من هنانو” وأظهرت صور بثها مجموعة من الناس داخل مركز استقبال قالت وسائل الإعلام إنهم سكان تم إجلاؤهم.
وتقدم الجيش بهجوم بري وجوي على طرف القطاع الشرقي من المدينة في خطوة تقول المعارضة إنها تهدف إلى تقسيم شرق حلب إلى شطرين. وحلب التي كانت أكبر مدن سوريا قبل الحرب مقسمة بين قطاعين غربي يخضع لسيطرة الحكومة، بينما تسيطر المعارضة على الشرق، الذي تقول الأمم المتحدة إن ما يصل إلى 250 ألف شخص محاصرون داخله. والسيطرة على كل حلب سيكون انتصارا كبيرا للنظام السوري وحلفائه، بعد أعوام من الحرب.
وفي جبهة أخرى قال المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم السبت إنه تم إبرام اتفاقين لخروج مقاتلي المعارضة بأسلحتهم من أجزاء من ضواحي دمشق فيما تكثف القوات النظامية من هجماتها على المناطق المتبقية الواقعة تحت سيطرة المعارضة حول العاصمة. وقال المرصد إن اتفاقا لبدء خروج مقاتلي المعارضة بأسلحتهم من مخيم سيطبق اعتبارا من اليوم السبت. ويأتي الاتفاقان في إطار محاولات الحكومة السورية إبرام اتفاقات محلية مع مقاتلي المعارضة في المناطق المحاصرة والتي تتضمن ضمان ممر آمن لمقاتلي المعارضة للتوجه لمناطق أخرى خاضعة لسيطرتهم.
ويقول مقاتلو المعارضة، الذين يحاربون ضد نظام الرئيس بشار الأسد، إن تلك الاتفاقات جزء من استراتيجية حكومية للتهجير القسري من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بعد حصار وقصف على مدى سنوات.
إلى ذلك دوت سلسلة انفجارات السبت داخل مستودع أسلحة وذخيرة في معسكر مشترك تابع للمقاتلين الأكراد وقوات التحالف الدولي بقيادة أميركية، في شمال شرق سوريا، وفق ما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصدر كردي محلي. وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس بأن “خمسة انفجارات على الأقل هزت محيط بلدة تل تمر الواقعة في شمال غرب مدينة الحسكة”، موضحا أنها “ناجمة عن انفجار مستودع أسلحة وذخيرة في معسكر يتواجد فيه مقاتلون أميركيون”.
وأوضح مصدر قيادي كردي محلي لمراسل فرانس برس في الحسكة، أن المعسكر “ليس قاعدة بحد ذاته بل يضم مستودع أسلحة وذخائر، ويشرف عليه الأميركيون إلى جانب مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية”. وقال إنه تسبب بسقوط عدد غير محدد من الجرحى تم نقلهم إلى مستشفى ميداني للعلاج.
ولم يتمكن المصدران من تحديد السبب المباشر لهذه التفجيرات، التي قال شاهد عيان في تل تمر لفرانس برس، إنها دوت بشكل متلاحق على مدى نصف ساعة، قبل أن تهرع سيارات الإسعاف والاطفاء الى الموقع. ولم تحصل فرانس برس على رد من التحالف الدولي حول طبيعة الانفجارات والخسائر.