أكد مصدر قريب من «المجلس العسكري لثوار الفلوجة» الذي يتقاسم النفوذ في المدينة مع تنظيم «داعش»، ان المجلس «تلقى طلباً من مسؤولين محليين لاستئناف المفاوضات التي توقفت منذ عشرة ايام مع ممثلين للحكومة».
جاء ذلك في وقت أوقف الجيش تقدمه نحو الفلوجة مساء الخميس، بعد ستة ايام على الهجوم. وقال مصدر عشائري قريب من «المجلس العسكري لثوار الفلوجة» لـ «الحياة» ان «المجلس تلقى طلباً من مسؤولين محليين ووسطاء لاستئناف المفاوضات مع الحكومة في عمان لإنهاء الازمة».
واضاف ان «المجلس يدرس الطلب وسيفرض شروطه لاستئناف الحوار»، واشار الى ان «فشل قوات الجيش، على مدى الاسبوع الماضي، في اقتحام الفلوجة وراء محاولات إحياء المفاوضات التي أوقفتها الحكومة في اللحظة الاخيرة».
وكشف المصدر ان «عناصر من الفصائل المسلحة من ابناء العشائر خارج الفلوجة في اطراف الصقلاوية والكرمة والفلاحات ألقوا سلاحهم بعد ان نجحت الحكومة في اقناعهم بذلك، وهذا الامر سهل للجيش التقدم نحو الفلوجة».
ولفت الى ان «الجيش نفذ نحو سبعة محاولات لاقتحام المدينة من ناحية السجر والفلاحات والحلابسة، لكنها باءت بالفشل، على رغم ان قوات الجيش تقدمت نحو حدود الفلوجة».
إلى ذلك، اكد مصدر عسكري في «قيادة عمليات الانبار» لـ «الحياة» وقف الهجوم على الفلوجة موقتاً، واضاف ان «قوات الجيش تمكنت من تحقيق انتصارات كبيرة خلال الاسبوع الماضي، وسيطرت على الفلاحات والحلابسة غرب المدينة، واطراف من الصقلاوية والهياكل شمالها».
وكشف المصدر ان «بعض الوحدات العسكرية التابعة للجيش والفرقة الذهبية الخاصة انسحبت من مواقعها».
وكان رئيس مجلس محافظة الانبار صباح كرحوت اعلن اول من امس اطلاق مبادرة حظيت بموافقة رئيس الحكومة نوري المالكي، تتضمن الدعوة إلى حل أزمة الفلوجة والرمادي بشكل سلمي ويتم حالياً اجراء اللقاءات استعداداً لعقد مؤتمر موسع يضم جميع اطراف الازمة.
الى ذلك، دعا رجل الدين العراقي البارز عبدالملك السعدي الى «جهاد المال» للمسلحين «الذين يدافعون عن ارضهم في الفلوجة والرمادي وديالى وأيضاً للنازحين الذين تركو منازلهم في الانبار».
وقال في بيان: «بناءً على الأوضاع الراهنة في المناطق المعتدى عليها في العراق أودُّ أن ابين ان المدافعين في ساحات الدفاع في الفلوجة والرمادي وديالى وغيرهما من الأماكن التي يحصل عليها الاعتداء الطائفي قد فَرَّغوا أنفسهم للدفاع عن النفس والمال والعِرض والأرض».
واضاف ان «العدوان والقصف المستمر وإلقاء البراميل المتفجرة على العائلات الآمنة والأبرياء وإرهابهم وإفزاعهم تسبب في اضطرار العوائل والأُسر إلى مغادرة منازلها إلى موضع آمن، فتركوا ديارهم وأثاثهم ولوازم حياتهم من غذاء ونقود وخرجوا عزَّلا ، ما ادى إلى حاجتهم لمد يد المساعدة إليهم ودعمهم مادياً ومعنوياً».
وزاد: «أدعو الغيارى من المسلمين، عراقيين وغيرهم، إلى إمداد الفريقين من أموال زكواتهم وغيرها لغذائهم ودوائهم وسلاحهم وعتادهم، فان الجهاد بالمال قدَّمه الله على الجهاد بالنفس».
وأتهم خطيب الجمعة في الفلوجة الشيخ أحمد المحمدي، امس الدول العربية «بمساندة» المالكي وإيران في قتل «أهل السنّة»، وقال إن «المجازر التي يرتكبها نظام بشار ضد شعبه في سورية انتقلت بكل مشاهد القتل والدمار الى المالكي الذي انتهج نفس المشروع في إبادة أهل السنّة والجماعة في الفلوجة والرمادي».