الاستيقاظ باكراً مثل العصافير أو السهر لساعات طويلة ليلاً، تمثل اختلافاً جوهرياً بين البشر، لكن هذا الاختلاف لا يرتبط بالعادات اليومية فقط، بل يعود أيضاً لأسباب جينية وراثية.
ونشرت صحيفة “ذا غارديان” البريطانية ان باحثين أميركيين أكدوا ان الآباء هم من يحددون للإنسان مواعيد وطريقة نومه أيضاً، بسبب الجينات التي يورثونه إياها، وتلعب دوراً كبيراً في تحديد طبيعته وإذا ما كان يفضل السهر طوال الليل وحتى الفجر أو النوم والاستيقاظ باكراً.
فالجينات هي التي تجعل من البشر إما عصافير تستيقظ باكراً مع الفجر لتبدأ يوم العمل، شأن عددٍ كبير من الأفراد الذين يفضلون العمل نهاراً، أو أولئك الذي يفضلون العمل طوال الليل أو البقاء مستيقظين حتى الفجر.
ويقول دكتور ديفيد هينس الخبير في علم الجينات من شركة التكنولوجيا الحيوية ومقرها كاليفورنيا، “البشر فعلاً منقسمون بين العصافير والبومة، وهذا يعود في المقام الأول إلى جيناتنا البشرية”، مضيفاً “سواء أحببنا هذا أم لا، فإن والدينا هما من يحددان لنا متى نخلد للنوم، وذلك من خلال الجينات التي نرثها منهما”.
وأكد العلماء ضرورة فهم طبيعة “الكرونوتايب” أو ما يطلق عليه إسم “النوع الزمني” لكل شخص، والوقت الذي يعمل فيه بشكل جيد خلال اليوم، نظراً كذلك إلى انه يجب أن نساعد أنفسنا على العيش بصورة صحية في عالمنا الحديث هذا.
وأكدت الدراسة التي نُشرت في مجلة “نيتشر كومونيكاشن” وجود صلة بين الجينات والأفراد الأصحاء والذين يكونون بأفضل حالاتهم في الصباح وبين من يسهرون ويمضون وقتاً أطول في النوم.
وكانت النتائج أن الذين يعانون من الأرق الليلي أو السهر الطويل يكونون عرضة للإكتئاب أكثر من البقية الأصحاء بنسبة 56 في المئة.
ووجد الباحثون أنه يجب أخذ في الإعتبار عوامل عدة منها الجنس والسن ومؤشر كتلة الجسم والمقياس بالنسبة للطول والوزن.
ويمتلك البشر جميعاً ساعة بيولوجية داخلية، تتكون من آلاف الخلايا العصبية في النواة “فوق التصالبة”، وهي منطقة صغيرة موجودة في المهاد الكائن في قاعدة الدماغ.
ويقوم المهاد بواجب السيطرة على شتى الفاعليات الجسمية من إفراز الهرمونات الى التحكم بدرجة حرارة الجسم وكمية السوائل التي يتناولها الإنسان.
أما الساعة البيولوجية، فتضبط يومياً منذ الصباح، واعتبار ان جميع الساعات البيولوجية تعمل بالطريقة نفسها على مدار اليوم ليس صحيحاً، إذ تختلف فهناك من يفضلون النوم باكراً ومن يبقون مستيقظين حتى ساعة متأخرة.