نالت الحكومة اللبنانية برئاسة تمام سلام الثقة بتأييد 96 نائباً من أصل 128.
وأعلن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن الحكومة الجديدة نالت ثقة 96 نائباً فيما حجب الثقة 4 نواب من كتلة حزب “القوات اللبنانية” وامتنع نائب “الجماعة الاسلامية” عماد الحوت عن التصويت.
والنواب الذين حجبوا الثقة هم جورج عدوان وايلي كيروز شانت جنجنيان وطوني ابو خاطر.
وقال سلام في ختام مناقشات البيان الوزاري في مجلس النواب “استمعنا بكثير من الاهتمام والتمعن الى كلمات النواب الكرام في مناقشتهم للبيان الوزاري الذي تقدمت به حكومة المصلحة الوطنية لنيل الثقة النيابية. ولقد عكست هذه الكلمات هواجس وطنية صادقة، وجاء بعضها صارخا في تعبيره عن وجع الناس، خصوصا في المناطق المحرومة بقاعا وشمالا”. وأضاف “إننا، إذ نشكر النواب الكرام على اقتراحاتهم القيمة، نؤكد لهم أن هذه الحكومة تشاطرهم الهموم الوطنية، وتؤيد جميع الاقتراحات الجوهرية التي طرحوها. ونحن نعد بأن نضع على سكة التنفيذ، ما أمكن من قضايا محقة وإطلاق ما يمكن أن تتابعه حكومات أخرى، لأن الحكم استمرار”، متابعاً “إن بعض المداخلات التي استمعنا اليها، أصاب الحكومة ببعض الظلم، إما لأنه ألبس بيانها الوزاري لبوسا ليس له، وإما لأنه حملها أكثر مما تحتمل في الفترة القصيرة المتاحة أمامها. نحن لم نتناول العناوين الاساسية مواربة، ولم نتعامل مع البيان الوزاري باعتباره تمرينا لغويا. نحن تحدثنا بلغة تسووية تشبه حكومتنا، التي هي نتاج توافق بين قوى مختلفة. كذلك لم نعد بما لسنا قادرين عليه، في الفسحة الضيقة من الوقت المتاح لنا، لأننا بذلك نكون كمن يخدع نفسه والشعب اللبناني”. والتقى سلام النواب الذين تناوبوا على الكلام، على المطالبة بأمور جوهرية ثلاثة: “تحقيق الأمن، ومعالجة مأساة النازحين السوريين، واجراء انتخابات الرئاسة في موعدها. وهذه بالذات هي الأمور التي تم التمسك بها وإبرازها في بياننا الوزاري”، قائلاً انه “من جهة اخرى، لا يظنن أحد أن حكومتنا باحثة عن ملء الفراغ الرئاسي. إننا نبحث عن إعادة الحيوية الى مؤسساتنا الدستورية، ونعتبر أن الفراغ هو أسوأ ما يمكن أن يصيب نظامنا السياسي، ونعول على مجلسكم الكريم لمنع حدوث هذا الأمر”. وأضاف سلام “أود أن أؤكد أمامكم ما يعرفه اللبنانيون جميعا، لن نعد بشيء لن تكون الحكومة قادرة على تنفيذه. إذن، لا ينتظرن أحد المعجزات. نحن سنقوم بكل ما نستطيع لمعالجة الأولويات الملحة، في ما هو متاح لنا من وقت”. وختم: “نعيش زمنا بالغ الصعوبة، في داخل لبنان وفي جواره. ولقد ولدت حكومتنا، بعد مخاض عسير عشتموه وعاشه كل اللبنانيين. وها نحن اليوم، من خلفيات سياسية مختلفة، نجلس إلى طاولة حكومة ائتلافية وطنية، بفضل تلاقي الإرادات على حد مقبول من التوافق، يؤمن لهذا الوطن، عبور هذه المرحلة الدقيقة بأقل قدر من الخسائر. نحن في حاجة الى تعزيز هذا التلاقي ودفعه الى مستويات أعلى وأقوى، ليشكل شبكة حماية وأمان دائمة لبلدنا. هذه هي روحية حكومة المصلحة الوطنية، التي تأمل اليوم بالحصول على ثقتكم”.
توجه رئيس مجلس الوزراء تمام سلام الى الصحافيين لدى مغادرته المجلس النيابي بالقول: “نريد منكم اعانتنا في هذه المرحلة، حتى نجتازها نحن واياكم ونعالج مشاكل البلد التي تضغط علينا جميعا من دون استثناء، واذا لم نساهم ونتعاون جميعا مسؤولين واعلاما بالدرجة الاولى، لا نستطيع ايجاد حل”. وردا على سؤال حول حدة المداخلات وما اذا كان يستطيع القيام بهذه المهة الصعبة، قال: “كل شيء يهون بالتعاون معكم، ونعول على الاعلام ان يساعدنا” ورداً على التوترات بدءا من الشمال وصولا الى البقاع، قال سلام: “سنعمل ونضاعف الجهد بعد الثقة، كما قبل الثقة، ومن لديه ضمير لا يتخلى عن المسؤولية”. وعن عودة هيبة الدولة، قال سلام: “نستعيدها ان شاء الله بمعاونة الجميع، وستبدأ معكم بالاعلام المسؤول وسنتعاون جميعا على بسط سلطة الدولة واعادة هيبتها”.