الحملة الفرنسية الثالثة على مجدل شمس بعيون فرنسية – ترجمة د. تيسير حلبي

عن صفحة د. تيسير حلبي على الفيسبوك

تنويه من موقع جولاني:
نعتقد أن الأرقام المذكورة في عن أعداد الثوار والشهداء من أبناء منطقتنا مبالغ فيها إلى حد كبير. فعدد سكان مجدل شمس وبقعاثا ومسعدة في ذلك الوقت لم يتجاوز الخمسة آلاف نسمة، بأطفالها وشيبها ونسائها. والمعروف تاريخياً أيضاً أنه لم يكن هناك أي دعم خارجي من قبل ثوار من مناطق أخرى. بالإضافة إلى ذلك، فإن عدد شهداء الثورة من مجدل شمس والقرى المجاورة، من جميع المعارك وعلى طول فترة الثورة بلغ 200 شخص، بمن فيهم النساء، وهم معروفون وأسماؤهم مدونة على نصب وتماثيل الشهداء في مجدل شمس وبقعاثا – لذا وجب قراءة هذه المادة بتحفظ.

ترجمة عن الفرنسية لأحداث الحملة الفرنسية الثالثة والأخيرة على مجدل شمس (1-3 ابريل / نيسان 1926) كما رواها الضابط الفرنسي شارل هونتزيجير :
“خلال العام 1925 وحتى نهاية شهر فبراير 1926 قامت فرق لوبيز Lobez وأبيل كليمان-غرانكور Abel Clément-Grandcourt العسكرية بتمشيط وتأمين المنحدرات الغربية للحرمون. لكن سرعان ما سيطر المتمردون على الجهة الجنوبية منه والتي كان مركزها مجدل شمس. هذه القرية الواقعة على ارتفاع 1200م والمحاطة بتضاريس وعرة اعتبرها المتمردون منذ شهر نوفمبر 1925 كمكان منيع, خاصة بعد فشل رتل عسكري حاول دخولها من الجهة الشرقية.
لقد تحصن فيها كل متمردي المنطقة البالغ عددهم بين 10 و 12 ألف شخص (1000 منهم تقريبا من قرى شمالي الجولان) وبدأوا بإحكام السيطرة على الإقليم حتى وصلوا في بداية مارس 1926 إلى نهر الأردن غربا مع تأمين معابر إلى دمشق شرقا عن طريق سعسع.
على أثر ذلك قررت قيادة جنوب سوريا انهاء هذا الوضع من خلال إرسال رتلين عسكريين من مرجعيون ومن القنيطرة تحت قيادة الكولونيل كليمان-غرانكور.
الرتل الغربي تألف من :

  • الكتيبة 3 من فوج المشاة الجزائري رقم 15 التابع للجيش الافريقي التابع للقوات البرية الفرنسية.
    (R.T.A) Régiment de Tirailleurs Algériens.
  • الكتيبة 2 من فوج المشاة الجزائري رقم 20 التابع للجيش الافريقي التابع للقوات البرية الفرنسية.
  • الكتيبة 2 من فوج المشاة الجزائري رقم 21 التابع للجيش الافريقي التابع للقوات البرية الفرنسية.
  • كتيبة واحدة من “كتائب استعمار المشرق”.
    Bataillon de marche Colonial du Levant
  • فرقتا مدفعية (65 mm و 75 mm).
  • سرية خيالة واحدة تابعة لفرقة الـ Spahis.
    الرتل الشرقي تألف من :
  • الكتيبة 1 من فوج المشاة الجزائري رقم 21 التابع الجيش الافريقي التابع للقوات البرية الفرنسية.
  • الكتيبتان 1 و 3 من فوج المشاة التونسي رقم 16 التابع للجيش الافريقي التابع للقوات البرية الفرنسية.
    (R.😭) Régiment de Tirailleurs Tunisiens.
  • فرقة دبابات.
  • عربات مصفحة مزودة برشاشات.
  • سرية خيالة واحدة تابعة لفرقة الـ Spahis.
  • 5 سرايا خيالة شركسية.
    من أجل احكام الحصار على المتمردين قام الكولونيل كليمان-غرانكور بالترتيبات التالية :
  • الرتل الغربي انطلاقا من بانياس حاصر الجانب الغربي والجنوبي-الغربي للقرية وقطع جميع الطرق المؤدية إلى فلسطين.
  • الرتل الشرقي حاصر القرية من الجانبين الشرقي والشمالي وقطع طريق مجدل-شمس – حضر – عرنة.
  • قامت فرق وحدات خاصة فرنسية اضافية بمؤازرة الرتلين الغربي والشرقي وقطعت الطرق المؤدية إلى شبعا وحاصبيا.
    بتاريخ 31 مارس 1926 تمركزت الأرتال العسكرية في الخيام وشبعا غربا وفي خان أرنبة شرقا, وذلك بعد أن قام الرتل الشرقي قبل يوم واحد ,بتاريخ 30 مارس, بمحاولة اقتحام فاشلة من الشرق كلفته 9 قتلى و 18 جريح.
    في القنيطرة كانت سرايا الخيالة الشركسية مستعدة للتحرك.
    1 أبريل 1926 : قام الرتل الغربي بعبور نهر الحاصباني بالقرب من قرية الغجر وتمركز في الجهة الشمالية لبانياس. ثم تابعت احدى كتائبه (الكثيبة 2/21) تقدمها ودخلت القرية من الجهة الغربية. في الساعة 16:30 صدت هذه الكتيبة هجمة للدروز على القرية, وعند الساعة 22:00 صدت الكتيبة 2/20 هجمة أخرى لهم على التلال الواقعة شمالي القلعة (قلعة الصبيبة).
    في نفس اليوم وصلت فرق الوحدات الخاصة المؤازرة إلى مشارف وادي العسل ولكنها لم تستطع عبورة بسبب ردود فعل العدو (الثوار).
    من الجهة الشرقية, استطاع الرتل الشرقي الوصول إلى أوفانيه دون صعوبات.
    2 ابريل 1926 : تابع الرتل العسكري الغربي تقدمه من شمال بانياس إلى الشرق ووصل بصعوبة إلى جب عنيزة (شمال-غرب مجدل شمس) في الساعة 18:00. بعد ذلك اقتحمت الكتيبة 2/21 قلعة بانياس (قلعة الصبيبة) وتابعت طريقها نحو عين قنية فأصبحت كل الطرق المؤدية إلى بانياس مقطوعة.
    بعد عناء طويل تمكنت فرق الوحدات الخاصة من عبور وادي العسل ووصلت في نهاية اليوم إلى النقطة m1500 إلى الشمال من جب عنيزة.
    تابع الرتل الشرقي تقدمة غربا وأزال قرى طرنجة وجباثا الخشب وتمكن بعد مقاومة شرسة من قبل الدروز من السيطرة على الحي الجنوبي الشرقي لقرية سحيتا.
    انطلقت بعد ذلك فرقة خيالة الشركس من القنيطرة وتمركزت في التلال الجنوبية الغربية المطلة على مسعدة لتأمين الربط والتنسيق ما بين الرتلين العسكريين الغربي والشرقي.
    في نهاية اليوم تم احكام السيطرة على القرية ولم يبق لها منفذ إلا طريق حضر-عرنة شرقا والذي بقي تحت سيطرة الدروز الذين قاتلوا بشدة لحمايته.
    3 ابريل 1926 : عند الفجر بدأ الهجوم على المجدل من كافة الجهات: الكتيبة 2/21 انطلقت من عين قنية, الكتيبة 2/20 من جب عنيزة, والكتيبة 3/15 مع فرق الوحدات الخاصة تقدمت عبر المنحدرات إلى الشمال الغربي من جب عنيزة. تابعت الكتائب تقدمها واستطاعت أن تسيطر على مشارف القرية الجنوبية-الغربية والغربية والشمالية.
    حاصر الشركس القرية من تلالها الجنوبية (الشميس والريحانة والسكرة) في الوقت الذي قام الرتل العسكري الشرقي بإزالة قرية سحيتا وبقطع طريق حضر والسيطرة على مشارف القرية من الشرق.
    تم الاتفاق للإطباق على القرية في الساعة 15:30. في الساعة 16:00 دخلها الشركس مع الكتيبة 1/21 وفي الساعة 18 قامت الكثيبة 3/15 بالسيطرة على مرتفعاتها الشمالية بعد مقاومة عنيفة.
    سقطت المجدل على الفور بأيدينا في الوقت الذي هرب المتمردون مع مواشيهم نحو قمة الجبل المغطاة بالثلوج.
    نجحت الحملة على أكمل وجه وتم على أثرها اخضاع سكان الحرمون.
    هذه الحملة كلفتنا 18 قتيل و 45 جريح. خسائر العدو (الثوار) تجاوزت ال 700 رجل قمنا بإحصاء 204 جثث منهم على أرض المعركة.
    يمكن الاستشهاد بهذه الحملة كنموذج لعملية عسكرية جبلية مخططة ومنفذة بمهارة. كان على قواتنا أن تتغلب ليس فقط على خصم حازم ومتقن لهذا الاسلوب من القتال، ولكن على صعوبات كبيرة جدًا على الأرض.”
    ملاحظات :
  • نجح الفرنسيون في السيطرة على اقليم البلان ومعقل الثورة فيه بعد حملتين فاشلتين (من 1 لـ 7 كانون أول 1925 وفي أواخر كانون الثاني 1926) كلفتهم أكثر من 1000 قتيل.
  • أفواج المشاة الجزائرية والتونسية : كانت تابعة للجيش الافريقي الفرنسي الذي كونه الفرنسيون في المغرب والجزائر وتونس بين 1830 و 1964 والذي كان يتبع للجيش الفرنسي. غالبية عناصره كانت من الأوروبيين ونسبة قليلة منه كانت من السكان المحليين.
  • الـ Spahis : من كلمة سباهي العثمانية أي الفارس أو صباح بالعربية ويقال أنهم كانوا يستعملون جملة “صباحكم بالخير” ككلمة تعريف فيما بينهم فسميوا بالصبايحية. والصبايحية هم فرق خيالة عسكرية كونتها فرنسا من السكان المحليين للإنخراط في الجيش الفرنسي وتسهيل مهماته مقابل امتيازات. كانوا يتبعون للجيش الافريقي الفرنسي.
    عن كتاب
    Le Livre d’or des troupes du Levant, Charles Huntziger 1937
    شكرا للصديق safadi kasem الذي لفت نظري إلى هذا الكتاب القيم.

تعليقات

  1. هذا التاريخ المشرف من اهلنا الابطال الذين ضحوا بدمهم من اجل كرمتنا تبقى في مصانه.يجب ان يعلم شبابنا الذين يركضون نحو اخذ،الجنسيه الاسرائيليه هذا التاريخ .وأن اهلنا في الجولان في اضراب ١٩٨٢ ضحو بدمائهم .من اجلنا لنعيش،بكرامه وعزه

التعليقات مغلقة.

+ -
.