الحمية غير التقليدية ليست وصفة سحرية للرشاقة

غالبا ما تتخذ قرارات إنقاص الوزن في يناير/كانون الثاني غير ان السواد الاعظم يتراجع عنها لان الذين يطمحون الى تحقيق نتائج مؤكدة يجدون ان الحمية الغذائية التي تتطلب الامتناع عن تناول اطعمتهم المحببة يصعب الالتزام بها حرفيا.

لكن حتى الحمية الغذائية “غير التقليدية” والتي يمكن ان تؤدي الى إنقاص الوزن لدى اصحاب العزيمة الصلبة تتطلب مجهودات شاقة.

وفي تجمع بمؤتمر في لندن لمراجعة الأدلة الخاصة بالحمية الغذائية الشعبية لانقاص الوزن -في توقيت يبلغ فيه الطلب على النحافة ذروته- خلص خبراء الى ان الاغذية غير التقليدية مثل خطة “باليو” أو يومين صيام يتخللها خمسة ايام لتناول اغذية صحية يمكن ان تفلح، لكن هذه الخطة تتطلب جهدا شاقا.

وقال غاري فروست استاذ ورئيس قسم التغذية والحمية الغذائية في امبريال كولدغ بجامعة لندن “لو كان هذا الامر سهلا لمات افراد الجنس البشري منذ سنوات عديدة تأثرا به. البشر لديهم غريزة افتراضية للأكل”.

وتقول منظمة الصحة العالمية ان السمنة في انحاء العالم -التي يجري تعريفها على انها الجسم الذي يزيد مؤشر كتلته على 30- تضاعفت الى المثلين منذ عام 1980.

وأحدث احصائية عالمية كانت في عام 2008 واشارت الى ان 1.4 مليار شخص بالغ يعانون من زيادة الوزن.

ويحسب مؤشر كتلة الجسم بناتج قسمة الوزن بالكيلوغرام على مربع الطول بالمتر.

ووفقا للمراكز الاميركية لمكافحة الامراض والوقاية منها فان نحو 36 بالمئة من البالغين الاميركيين يعانون من البدانة ونحو 70 بالمئة إما يعانون من البدانة أو زيادة في الوزن.

وفي بريطانيا تتوقع دراسة صحية اعدتها الحكومة ان 60 بالمئة من الرجال و50 بالمئة من النساء و25 بالمئة من الاطفال سيعانون من البدانة بحلول عام 2050.

وفي ظل هذه الخلفية يقول خبراء ان البحث عن نظم غذائية فعالة يجب ان يأخذ دائما في الاعتبار مدى سهولة فهمها واتباعها والى أي مدى سيلتزم الراغبون بقيودها.

وقالت ميتشيل هارفي باحثة النظم الغذائية بمركز جينيسيس للوقاية من الامراض بالمستشفى الجامعي لكلية ساوث مانشستر ببريطانيا انه على هذا الصعيد فان الحمية الغذائية التي تستند الى الصوم يمكن ان تكون ناجحة.

وقالت “قيود الطاقة يصعب المحافظة عليها في المدى البعيد ويجد الاشخاص ان من الاسهل اتباع نظام غذائي به قيود طاقة متغيرة”.

وأضافت انه بينما تتطلب خطة انقاص الوزن من الذي يتبع النظام الغذائي ان يحصل على سعرات حرارية أقل بنسبة 25 بالمئة فان النظام الغذائي الذي يستند الى قيود الطاقة المتغيرة ربما يوصي بيومين من خفض السعرات الحرارية بنسبة 75 بالمئة يتخللها خمسة ايام من تناول طعام صحي معتاد.

لكن المفتاح لهذه النظم الغذائية -مثل نظام خمسة أيام الى يومين يتناول فيه من يتبع هذا النظام الغذائي 400 سعر حراري في يومي “الصيام” في الاسبوع- هو ان متبعي النظم الغذائية لن ينجحوا اذا “أسرفوا في تناول الطعام” وأكلوا ما يريدون في ايام الصيام.

+ -
.