تلوح في الأفق ملامح تمرد درامي على الموسم الرمضاني، تحت قيادة الدراما السورية بقطاعيها الخاص والحكومي، والتي تقدم أربعة مسلسلات خارج الموسم حتى الآن. وقد تكون هذه الخطوة هي بداية الطريق نحو الخروج من الحشد الدرامي الشهري المعتاد في كل عام، وفاتحة لمواسم درامية جديدة على مدار السنة.
وفي هذا السياق، بدأ التلفزيون السوري (قناة التربوية) قبل أيام عرض مسلسل «فوق الموج» (جدي بحر سابقاً) من إخراج هيثم زرزوري وتأليف أسامة كوكش وبطولة زهير رمضان، رندة مرعشلي، عبدالرحمن أبو القاسم، محمد خير الجراح، جرجس جبارة، وآخرين. ويروي قصة أربع أسر مهجّرة من دمشق وحمص وحلب، تأتي إلى مدارس ريف اللاذقية وتقيم مع أولادها في المدرسة. كما تعرض قناة «أو إس إن» التابعة لشبكة «أوربت»، مسلسل «خواتم» للمخرج ناجي طعمي والكاتبة ناديا الأحمر وإنتاج شركة «غولدن لاين»، وبطولة عبدالمنعم عمايري، كاريس بشّار، مرح جبر، جيني إسبر، كندة حنّا، نادين تحسين بك وميلاد يوسف. ويسلط العمل الضوء على استغلال الأغنياء الفقراء، وعلى محاولات بعضهم القيام بخدمات إنسانية، بينما هي في واقع الأمر ترمي إلى أهداف «محجوبة تكون سلبية ووضيعة»، من خلال قصة ملجأ للأيتام.
ومع انتهاء عرض «خواتم» ستبدأ القناة ذاتها بث مسلسل «صرخة روح» في جزئه الثاني، ابتداءً من 13 الجاري. والعمل الذي أنتجته «غولدن لاين» أيضاً من إخراج مجموعة مخرجين أبرزهم سيف سبيعي، زهير قنوع، تامر إسحق وبطولة أيمن زيدان، عباس النوري، بسام كوسا، عبدالمنعم عمايري، كندا حان، وآخرين. وهو عبارة عن ست خماسيات تتحدث عن الخيانة، وعُرض جزؤه الأول في رمضان الماضي.
أما رابع الأعمال السورية المعدة للعرض خارج الموسم الرمضاني، فمسلسل «الإخوة» من إنتاج شركة «كلاكيت»، وإخراج سيف سبيعي وسيف الشيخ نجيب، وتأليف محمد أبو اللبن ولواء يازجي، ومن بطولة تيم حسن، قيس الشيخ نجيب، باسل خياط، أمل بشوشة، كارمن لبس، فرح بسيسو، عبدالهادي الصباغ، سلوم حداد، قمر خلف، أحمد فولكس، وأحمد فهمي.
العمل الذي يقع في 90 حلقة، مأخوذ عن مسلسل أجنبي يحمل الاسم ذاته، وسيكون عرضه متزامناً مع انتهاء تصويره مباشرة. وإلى جانب الأعمال الأربعة السابقة هناك أخبار تتحدث عن عرض أعمال أخرى خارج الموسم الرمضاني، من أبرزها مسلسل «نساء من هذا الزمن» للمخرج أحمد إبراهيم أحمد، وإنتاج شركة «قبنض»، إذ حكي أن محطات عرضت شراء العمل لبثه على قنواتها قبل الموسم الرمضاني، لكن الشركة المنتجة لم تحسم أمرها بعد في ما يتعلق بموعد العرض.
وقد يكون عرض أربعة أعمال سورية خارج الموسم الرمضاني خطوة أولى نحو مواسم درامية جديدة، لكنّ السؤال الذي يفرض ذاته: هل هذا التمرد السوري عبارة عن طفرة موسمية، ستزول مع الوقت، ولن يكون لها أثر يذكر في السنوات المقبلة؟ أم إنها ستكرس ظاهرة الخروج عن الموسم الرمضاني كثقافة درامية جديدة، وتفسح في المجال لمواسم درامية أخرى على مدار العام؟