تراجع الدولار من أعلى مستوياته في أكثر من شهرين أمس، متأثراً ببيانات ضعيفة عن النمو ومتجاهلاً أخرى إيجابية عن سوق العمل. وفي ظل حال الغموض التي أعقبت صدور بيان مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي ليل أول من أمس، الذي فتح الباب أمام رفع أسعار الفائدة في كانون الأول (ديسمبر)، انخفض الدولار في التعاملات الأوروبية لينزل مؤشر الدولار 0.4 في المئة إلى 97.39 نقطة، بعدما ارتفع إلى 97.818 أول من أمس مسجلاً أعلى مستوياته منذ 10 آب (أغسطس) الماضي.
وارتفع اليورو 0.4 في المئة أمام العملة الأميركية إلى 1.0965 دولار بعدما هبط 1.2 في المئة أول من أمس. ووجدت العملة الأوروبية الموحدة دعماً أيضاً من تحسّن غير متوقع للمعنويات الاقتصادية في منطقة اليورو وعلامات على تضخم أسرع من المتوقع في ألمانيا. وعوّض الين، الذي تراجع أول من أمس، معظم خسائره بعدما فاق الإنتاج الصناعي الياباني التوقعات، ما قلل من احتمالات تيسير المصرف المركزي سياسته النقدية قريباً. وانخفض الدولار 0.2 في المئة أمام العملة اليابانية إلى 120.80 ين.
وأبقى مجلس الاحتياط أسعار الفائــدة من دون تغيير أول من أمس لكنـــه هون من شأن العوامل السلبية التي تواجــه الاقتصاد العالمي وترك الباب مفتـــوحاً أمام تشديد السياسة النقدية فــي اجتماعه المقبل في كانون الأول. وفي نهاية اجتماع استمر يومين، أعلن البنك المركزي أنه يتابع مراقبة التطورات الاقتصادية والمالية في الخارج لكنه لم يكرر تحذيراته التي ذكرها في اجتماعه السابق في أيلول (سبتمبر) بأن الأخطار العالمية ربما يكون لها تأثير على الاقتصاد الأميركي. وحذف هذه الإشارة يشير إلى تخفيف في النبرة مقارنة ببيان الشهر الماضي. وأشارت لجنة السياسة النقدية بالمجلس أيضاً إلى أن نمو الوظائف في الولايات المتحدة تباطأ وأن معدل البطالة استقر.
وارتفع سعر الذهب أمس بفعل تراجع الدولار، لكنه بقي قرب أدنى مستوى في أسبوعين. وزاد سعر الذهب في التعاملات الفورية 0.4 في المئة إلى 1160.16 دولار للأونصة، بعدما هبط 1 في المئة خلال الجلسة السابقة عندما نزل المعدن النفيس إلى 1152 دولاراً، وهو أدنى مستوياته منذ 13 الجاري. وتراجعت العقود الآجلة للذهب 1.3 في المئة إلى 1161 دولاراً.
وارتفع سعر الفضة 0.1 في المئة إلى 15.94 دولار، بينما هبط البلاتين 0.3 في المئة إلى 992.05 دولار، والبلاديوم واحداً في المئة إلى 670.75 دولار.
وفي تونس، خفض البنك المركزي سعر الفائدة الأساسي إلى 4.25 في المئة من 4.75 في المئة لتحفيز النمو الاقتصادي مع تراجع التضخم. وكان البنك رفع سعر الفائدة إلى 4.75 في المئة من 4.5 في المئة في حزيران (يونيو) 2014 لتخفيف الضغوط التضخمية. لكن التضخم انخفض إلى 4.4 في المئة في الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي مقارنة مع 5.5 في المئة في العام الماضي.
الى ذلك، صعدت الأسهم الأوروبية أمس، متجاهلة جلسة تداول متقلبة في آسيا، بعدما ترك مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي الباب مفتوحاً أمام رفع أسعار الفائدة، بدعم من تقارير قوية عن أرباح الشركات.
وكانت أخبار الشركات متفاوتة، إذ هبط سهم «دويتشه بنك» بعد إلغاء توزيعات نقدية على المساهمين وتراجع سهم «باركليز» ثلاثة في المئة، بعد انخفاض أرباحه الفصلية 10 في المئة. وصعد سهم «نوكيا» 10 في المئة بعدما سجلت الشركة أرباحاً أقوى من المتوقع وأعلنت خطة جديدة لعائدات المساهمين، بينما زاد سهم «سولفاي» خمسة في المئة بعدما سجلت ربحاً أساسياً أفضل من المتوقع في الربع الثالث.
وارتفع مؤشر «يوروفرست 300» لأسهم كبرى الشركات الأوروبية 0.4 في المئة، وزاد مؤشر «كاك 40» الفرنسي 0.2 في المئة، بينما هبط مؤشر «فاينانشيال تايمز» البريطاني 0.4 في المئة وارتفع مؤشر «داكس» الألماني 0.3 في المئة.
وارتفعت الأسهم اليابانية وسط تعاملات هزيلة أمس، بعدما ساعدت بيانات إنتاج قوية من القطاع الصناعي في خفض التوقعات بتخفيف السياسة النقدية أكثر عندما يجتمع «بنك اليابان» (المركزي) اليوم الجمعة. وهبط مؤشر «نيكاي» لأسهم الشركات اليابانية الكبرى 0.2 في المئة ليغلق عند 18935.71 نقطة. وقال متعاملون أن المعنويات ارتفعت بفضل بيانات أظهرت زيادة الإنتاج الصناعي في اليابان واحداً في المئة في أيلول (سبتمبر) وتقليل مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي من شأن الاضطرابات الأخيرة في الأسواق العالمية في اجتماعه أول من أمس. إلا أن حجم التداول ظل هزيلاً، إذ آثر كثر من المستثمرين الإحجام عن التداول قبيل اجتماع لجنة السياسات النقدية في «بنك اليابان».
وأغلقت الأسهم الأميركية أول من أمس على ارتفاع كبير في نهاية جلسة متقلبة، بعدما عبر مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي عن ثقته في وضع الاقتصاد الأميركي. وارتفع مؤشر «داو جونز الصناعي» 198.09 نقطة بما يعادل 1.13 في المئة ليصل إلى 17779.52 نقطة.