الديوك الفرنسية تحلق عالياً في سماء كازان

 

بدأ الدور الثاني من المونديال الروسي بمباراة ساحرة، أهداف كثيرة ومتعة على مدى 90 دقيقة. منذ الدقائق الأولى بدت واضحةً خطة اللعب للمدرب الفرنسي ديدي ديشامب الذي فضل الاستغناء عن الاستحواذ على الكرة والتمركز والانضباط في المناطق الدفاعية والاعتماد على الهجمات المرتدة واستغلال السرعة الخيالية لنجم المباراة، كليان مبابي وانطوان غريزمان.

https://www.youtube.com/watch?v=D2S4VhVUCuw

إعلان

من الجانب الأخر أثبت خورخي سامبولي بأنه غير جدير بقيادة الطاقم الفني لمنتخب الأرجنتين. وذلك للعديد من الأسباب، أولها عدم اشراكه لغونزالو هيغواين وباولو ديبالا ولوكاس بيليا وإصراره على بافون وبيريز وميزا الذين لم يقدموا شيء يذكر للمنتخب الأرجنتيني. فبعد العودة القوية مع نهاية الشوط الأول وهدف دي ماريا الرائع وقلب النتيجة مع بداية الشوط الأول أضاع سامباولي والأرجنتين فرصة السيطرة على المباراة وقتلها بهدف ثالث واستغلال التراجع الفرنسي.

لكن اليوم رد المنتخب الفرنسي كان قوياً على جميع منتقديه في الآونة الأخيرة. لاعبي المنتخب الفرنسي كانوا أٌقوى وأفضل من ميسي ورفاقه في معظم ردهات المباراة من الناحيتين الفنية والجسمانية. كان الفارق التكتيكي والمهارى واضحا لصالح ابناء ديشامب الذي بدت واضحة لمساته على أرض الملعب على عكس منتخب الارجنتين الذي بدا تائهاً وافتقد لخطة لعب فعاله ولم يستغل اخطاء الخصم وللتأكيد على ذلك فأن سامباولي دخل جميع مبارياته ال-15 التي قاد بها منتخب الارجنتين بتشكيلات مغايره وهذا أكبر دليل على عدم قدرته على خلق الانسجام داخل المجموعة التي لا تخلو من نجوم كبار.

نجم المباراة كليان مبابي بدون منازع فكان حاضراً بقوة وبمجهودات فردية رائعة وسرعة خيالية وتواجده بجانب لاعب كبير بحجم غريزمان الذي يعرف تماماً وظيفته في الملعب والتي لا تقتصر على تسجيل الأهداف فقط، فبفضل تركه للعديد من المساحات استطاع مبابي استغلالها وفك شيفرة دفاع الأرجنتين الضعيف.

ميسي حضر في المباراة بصنعه لهدفين لكن من راقبه جيداً رأى بأنه لم يستطع أن يخلق الفارق في الأوقات الصعبة ولم يكن القائد المبادر الذي يجري وراء الكرة بل انتظر الكرة لتأتيه في معظم الأحيان. من المؤسف لجماهير التانغو أن تكون نهاية خافيير ماسكيرانو بهذه الصورة القاسية فهو قاتل على أرض الملعب وكان حاضراً ولشدة حزنه أعلن اعتزاله اللعب مع المنتخب تاركاً الفرصة في المستقبل للشباب الأرجنتيني الذي قد يأتي بالتغيير ولربما لمدرب يستطيع أن يسيطر على لاعبيه ويكون الأمر الناهي.

اليوم شهدت فرنسا على ولادة منتخب قوي جداً وبكل جدارة واستحقاق أقصى الأرجنتين. المنتخب الفرنسي بات من أقوى المرشحين لنيل اللقب أن لم يكن أقواهم الكثير من التساؤلات تراود الشارع الرياضي- من يستطيع مواجهة قوة خط الوسط الفرنسي بقيادة بوغبا وكانتي؟ ومن يستطيع الحد من سرعة وخطورة مبابي؟ ومن القادر أيقاف سحر غريزمان الذي شارك بتسجيل 10 أهداف من أخر 15 سجلها منتخب التريكولور؟

+ -
.