قال الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو اليوم الخميس إن قوات روسية غزت أوكرانيا ودعا لعقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن والدفاع الأوكراني لتحديد الخطوات المقبلة التي يتعين اتخاذها في الصراع. وقال بوروشينكو في بيان نشر على موقع الرئاسة على الإنترنت “اتخذت قرارا بإلغاء زيارة عمل إلى جمهورية تركيا فيما يتصل بالوضع المتدهور سريعا في إقليم دونيتسك ولاسيما في أمفروسيفيكيا وستاروبشيفي لأن غزوا من القوات الروسية حدث هناك.”
وسبق أن اتهم السفير الاميركي في اوكرانيا جيفري بيات الخميس روسيا بـ”التدخل مباشرة” في الاشتباكات بين الانفصاليين الموالين لموسكو والقوات الحكومية في شرق البلاد.
وكتب بيات على موقع تويتر ان “عددا متزايدا من القوات الروسية يتدخل مباشرة في المعارك على الاراضي الاوكرانية” مضيفا ان موسكو “باتت ضالعة مباشرة في المواجهات” وارسلت “احدث انظمة دفاعاتها الجوية ومنها نظام اس ايه 1” الى شرق اوكرانيا.
واتهمت ليتوانيا أيضاً الخميس روسيا بشن “غزو عسكري واضح” في اوكرانيا ودعت مجلس الامن الدولي الى عقد اجتماع حول هذا الشأن.
وقالت وزارة الخارجية الليتوانية ان “ليتوانيا تدين بشدة غزو قوات اتحاد روسيا الواضح اراضي اوكرانيا (…) وتقترح ان يدرس مجلس الامن الدولي هذا الموضوع في اقرب وقت ممكن”.
وتخشى كييف والدول الغربية من تدخل روسي مباشر في النزاع في شرق اوكرانيا، الامر الذي تنفيه موسكو. وحذر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الخميس من ان احتمال وجود جنود روس في شرق اوكرانيا “غير مقبول”.
واعترف قيادي في صفوف الانفصاليين ان قوات روسية تقاتل الى جانبهم، مشيرا الى ان جميعهم تطوعوا لقضاء “عطلتهم” في القتال الى جانب المتمردين.
وفي باريس، صرح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في خطاب القاه الخميس امام السفراء الفرنسيين في باريس، ان احتمال وجود جنود روس في شرق اوكرانيا “غير محتمل وغير مقبول”.
وقال هولاند “اذا ما تبين وجود جنود روس على الاراضي الاوكرانية، فسيكون غير محتمل وغير مقبول”. وطلب من روسيا “احترام سيادة اوكرانيا” و”التوقف عن دعم الانفصاليين”.
وقد اعلنت كييف الاثنين اسر جنود روس على اراضيها. واكد مصدر في وزارة الدفاع الروسية ان هؤلاء الجنود اجتازوا الحدود “بصورة عرضية”. وانتقد البيت الابيض “عمليات توغل عسكرية” تشكل كما قال “تصعيدا كبيرا” للنزاع في شرق اوكرانيا.
واضاف الرئيس الفرنسي ان النزاع في اوكرانيا واحد “من اخطر الازمات منذ نهاية الحرب الباردة”. وقال انه “يقوض المبادئ التي يقوم عليها امننا الجماعي منذ نهاية الحرب الباردة”.
وقال “على روسيا، من جهة، ان تحترم سيادة اوكرانيا، وتوقف دعمها للانفصاليين واقناعهم بالموافقة على وقف ثنائي لاطلاق النار. وعليها ان تضبط حدودها فعليا وان توقف عمليات نقل الاسلحة والمعدات”.
واوضح ان “على السلطات الاوكرانية من جهة ثانية، ان تمارس ضبط النفس في العمليات العسكرية، وان تقرر اعتماد لامركزية واسعة لمصلحة المناطق الناطقة باللغة الروسية”.
واكد هولاند استعداد فرنسا مع المانيا لعقد لقاء جديد مع الرئيسين الاوكراني والروسي “ما ان تتوافر الظروف”.
وقد عقد لقاء اول بين بترو بوروشنكو وفلاديمير بوتين برعاية فرنسوا هولاند وانغيلا ميركل في السادس من حزيران/يونيو، خلال الاحتفالات بذكرى انزال الحلفاء في النورماندي.
وعقد الرئيسان لقاء مغلقا جديدا الاربعاء في مينسك، لكنهما لم يحققا تقدما ملموسا لانهاء النزاع في شرق اوكرانيا.
وهدد الرئيس الفرنسي ب “ابقاء” العقوبات على روسيا “وبالتالي زيادتها اذا ما استمر التصعيد”. واضاف ان روسيا “لا يمكن ان تأمل في ان تكون، في الوقت نفسه، قوة عظمى معترفا بها في القرن الحادي والعشرين وألا تحترم قواعد ذلك (…) ويتعين على الرئيس الروسي ايجاد حل بالتأكيد لهذا التناقض”.
وقال ان “فرنسا والاتحاد الاوروبي يأملان في متابعة تعميق علاقاتهما مع روسيا. والأزمة الاوكرانية اليوم عقبة كبيرة”.
وناشد رئيس وزراء أوكرانيا أرسيني ياتسينيوك الخميس الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء في مجموعة السبع تجميد أصول روسية حتى تنسحب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية.
وفي اجتماع حكومي طالب ياتسينيوك “الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء في مجموعة السبع تجميد أصول وأموال روسية حتى تسحب روسيا قواتها المسلحة ومعداتها العسكرية وعملاءها.”
وأضاف أن وزارة المالية ستبيع أذون بقيمة 340 مليون دولار لصالح البنك المركزي لتعزيز الاحتياطيات والمساعدة في استقرار العملة المحلية.