الراعي صالح‎ – بقلم فائد بشارة

بقلم الشيخ فائد بشارة

بنو معروف قوم مسالمون ومهادنون، لا يكنون العداء او الضغينة لأحد، ولكنهم قوم أشاوس لاينامون على ضيم ولايقبلون التعدي على حقوقهم أو اهانتهم، وهم سسباقون بالتصدي لكل معتدٍ وظالم يحاول النيل من كرامتهم وحقوقهم، وخاصة مذهبهم وأرضهم وعرضهم. وفيما يلي يسعدني أن آتي على ذكر ما يتيسر لي وباختصار من أحداث عبر التاريخ، كان فيها النصر حليف بني معروف بفضل إرادتهم وإيمانهم العميق بباريهم، وسلوكهم سواء السبيل وتمسكهم بعقيدة التوحيد وبالرضى والتسليم لإرادة المولى الكريم.

من المعلوم أن بني معروف هم أسياد لبنان الاولين منذ بداية العصر التنوخي حتى بداية الامارة المعنية – “فخر الدين المعني الاول”، امير البر ودولة سوريا الكبرى، وحتى بداية حكم الأمير “فخر الدين المعني الثاني”، الذي جابه العثمانيين الاتراك، وهو من حمى مسيحيي لبنان وغالبيتهم من الموارنة من “عواصف الترك”، وفي غالبية الوقائع والمعارك كان النصر حليف بنو معروف. وكذلك في الحرب الاهلية في لبنان في سنوات الستين وسنوات ١٩٧٥ كان النصر بعون الله حليف بنو معروف رغم قلة عددهم. وفي معارك بيروت والشحار وغيرها وقذائف الموت من البارجة نيو جرسي لم تنل من عزيمتهم لان الله راعيهم وناصرهم على الباطل.

وكذلك في سوريا جابه بنو معروف مظالم الاتراك والفرنسيين بقيادة قائد الثورات السورية المغفور له سلطان باشا الاطرش ورفاقه الثوار الأشاوس وكان النصر حليفهم بعون الله تعالى.

وفي إقليم البلان كان للقادة الابطال اسعد كنج ابوصالح ورفاقه المغاوير، أمثال أبو يوسف سيد أحمد، واسعد شروف، وحسن رباح ويوسف الحلبي وعبدالله البصار، والشهداء حسن حمود الصفدي، وفؤاد بيك سليم، ويوسف عماشة ومحمود كنج أبو صالح. وعن البطل كنج أبو صالح صاحب القول الماثور: عند استشهاد نجله محمود قال: الحمد لله الذي أفجعني بابني وليس بأخي اسعد، لأن بموته تموت الثورة. وكان ابنه محمود أول شهيد في الثورة سنة ١٩٢٥. وعندما توافدت الوفود لتقديم التعزية قال: انتظروا أيها الاخوة حتى نهاية الثورة، وعندها نعزي بعضنا.

رحم الله هؤلاء الثوار وطيب ثراهم. إن ذكراهم لعمري تنعش القلوب وتعطر النفوس، فهم أهل العزة والسؤدد.. ألف ألف رحمة على أرواحهم الطاهرة.

وفي الماضي القريب شهدنا العديد من التعديات على كرامتنا الوطنية، وخاصة في بداية الثمانيات عندما حاول الكيان الاسرائيلي ضم الجولان عل حساب أهله، تصدى أهلنا لهذا القرار الباطل وأسقطوه بفضل إرادتهم وعزيمتهم وإيمانهم بعروبتهم وجنسيتهم وحبهم لوطنهم.

وها نحن اليوم نواجه أشرس أنواع التعدي والانتهاك لحقوقنا، على أراضينا التي رويناها بدمائنا، وهي سبب وجودنا وعزتنا وعزة أحفادنا من بعدنا، حيث لا يمكن أن نهاود بها مهما كانت النتائج. فتوربينات الرياح لن تكون على أراضينا لأن ذلك يعني تهجيرنا وسلخنا عن ممتلكاتنا، والراعي صالح لن ينسانا أبدا لأننا على حق.

واخيراً أختتم كلماتي بمقتطفات من اقوال المؤرخ والكاتب الكبير “حافظ أبو مصلح ” حيث قال:

ربي
انزع الطائفية من نفوس الناس في وطني وأنر عقولهم وقلوبهم بالإيمان بك، وكن لهم في محنتهم وأنصرهم على خطاياهم وافتح لهم باب رحمتك أنت السميع المجيب .

ربي
قربهم من دينك وأعد لهم امن نفوسهم وراحة ضمائرهم وعلمهم أن الدين الصحيح في مرضاتك وأن الخيانة في معصيتك وأنك لهم ماداموا لاخوانهم وأبنائهم وأرضهم.

ربي
سدد خطاهم وقوم أفكارهم وأبعد دينهم عن السياسة واغفر لهم ما فعلو واقبل توبتهم كي يوحدوا قلوبهم ونفوسهم في طاعتك .

ربي
ذكرهم أن الكنائس والجوامع والخلوات والمعابد هي روافد إلى توحيدك وأن من دخل أحدها مؤمنا دخل في ملكوتك.
والسلام لمن اتبع الهدى.

الشيخ فائد بشارة

+ -
.