تسلم الرباعي التونسي الراعي للحوار بحفل في أسلو، شاركت فيه العائلة الملكة النرويجية وكبار الشخصيات، جائزة نوبل للسلام لعام 2015 تكريماً لدوره في الوساطة بين مختلف الأطراف في تونس خلال أزمة سياسية عصفت بالبلاد قبل عامين.
تسلم رباعي الحوار الوطني التونسي جائزة نوبل للسلام لعام 2015 في مراسم حفل أقيمت اليوم الخميس (العاشر من ديسمبر/ كانون الأول 2015) في أوسلو. وكُرم الرباعي، الذي يضم الاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ونقابة المحامين، بالعاصمة النرويجية أوسلو لدوره في دعم الديمقراطية والعملية السياسية السلمية في تونس.
وساهمت هذه المنظمات الأربع المعروفة في تونس باسم “الرباعي الراعي للحوار الوطني” في مفاوضات سياسية طويلة وشاقة بين حركة النهضة الإسلامية التي وصلت إلى الحكم نهاية 2011، ومعارضيها. وحملتهم هذه المنظمات على “التوافق” لتجاوز أزمة سياسية حادة اندلعت في 2013 إثر اغتيال محمد البراهمي وهو نائب في البرلمان معارض للإسلاميين.
وقال حسين العباسي، أمين عام الاتحاد العام التونسي للشغل، أمس الأربعاء إن “تونس تشكل استثناء في الوقت الراهن بين دول الربيع العربي، لكن هذا لا يعني أنه لا يمكن تطبيقه في دول أخرى”. من جهته، قال الفاضل محفوظ، رئيس نقابة المحامين، إن “الخلافات ومهما كانت طبيعتها يمكن تجاوزها عبر الحوار”.
واعتبرت لجنة نوبل حين منحت هذه المنظمات الجائزة في 9 تشرين الأول/ أكتوبر أن تونس، وفي أوج الاضطرابات التي خلفها الربيع العربي، “تشكل نموذجاً ناجحاً يجب أن يلهم الدول الأخرى”. إذ أنه، وفيما غرقت ليبيا المجاورة واليمن وسوريا في الحرب والعنف أو الفوضى إلى جانب عودة مظاهر القمع في مصر، فإن تونس تمكنت من وضع دستور جديد وتنظيم انتخابات حرة.
وبدأ الحفل في مقر بلدية أوسلو بحضور ملك النرويج هرالد وأعضاء الحكومة النرويجية. وتوزع جوائز نوبل بمختلف أصنافها، التي تبلغ قيمة كل منها ثمانية ملايين كرونة سويدية (960 ألف دولار) بناء على وصية رجل الصناعة ومبتكر الديناميت السويدي ألفريد نوبل ويتم تقديمها كل عام في ذكرى وفاته.
وفي السويد المجاورة يتجمع في العاصمة ستوكهولم الفائزون بجوائز نوبل في الأدب والكيمياء والفيزياء والطب والاقتصاد لتسلم جوائزهم من ملك السويد في وقت لاحق من اليوم.
وشُدّدت إجراءات الأمن هذا العام حول موقعي الاحتفال، الذي دعي له أفراد من العائلتين الملكيتين في النرويج والسويد وكبار السياسيين، بعد أن رفعت السويد مستوى الخطر الإرهابي إلى أعلى مستوى عقب هجمات باريس.