الزراعة في الجولان صناعة تقدر بعشرات ملايين الدولارات، وهي من دون شك ثروة للمجتمع الجولاني ورافد اقتصادي مهم، بالرغم من أنها لم تعد مصدر الدخل الأول بالنسبة لمعظم السكان. هذه الثروة تقف اليوم أمام مفترق طرق مصيري، فإما أن ينظم المزارعون صفوفهم ويطورون أساليبهم، أو أننا سنفقد هذه الثروة خلال وقت ليس بالبعيد.
قد يقول البعض أن هذا الكلام مبالغ فيه، ولكني أذكر هؤلاء أن موسم التفاح القادم أصبح على الأبواب، لكنه لا تزال هناك 20 ألف طن من تفاح الموسم الماضي، وتشكل 50% منه، مخزنة في البرادات، وليس لدى أحد من المزارعين أدنى فكرة عن طريقة تصريف هذه الكميات ومتى، وذلك بالرغم من السعر المتدني الذي وصل إلى 500 شيكل للـ “ميخال”*.
عندما يواجه أي مجتمع متنور أزمة ما، فإنه يجري دراسات وأبحاث بواسطة مختصين، يكشف من خلالها عن الأسباب التي أدت إلى نشوء هذه الأزمة، ويطرح على المجتمع حلولاً ويقدم اقتراحات، ولكننا مع الأسف مجتمع لا يؤمن بالعلم وليس لديه أدنى مستوى من القدرة على تنظيم صفوفه بصورة مدروسة، وإنما نواجه الازمات بردات فعل عاطفية، تأتي غالباً بنتائج عكسية.
ويبدو أن البعض منا غير مدرك لحقيقة أن الزراعة في الجولان هي ثروة بحق! فالجولان يتميز بمناخ مناسب لزراعة التفاح والكرز لا يوجد له نظير في محيطه، ولا يمكن لأحد في هذا المحيط أن ينافسنا في هذه الزراعة، إذ ليس لديهم جبل الشيخ الذي يمنح البرد الضروري للتفاح والكرز، ولا “راس النبع” و”بركة رام” ولا تهطل على بساتينهم 1200 ملم من الأمطار في الموسم، وليس بالصدفة أن ثلاث قرى في الجولان (مجدل شمس، بقعاثا ومسعدة) تنتج 35% من كمية التفاح في إسرائيل..
المطلوب وضع طريقة عمل متكاملة دون أي تأخير، لأن مرور الوقت ليس في صالحنا. طريقة العمل هذه يجب أن تأخذ بعين الاعتبار الأمور التالية:
1. تفعيل الجمعيات الزراعية، أو هيئات بديلة عنها، بما فيها البرادت، التي هي أصلاً منتخبة من قبل المزارعين ومن المفروض أن تمثلهم، لكي تقوم هذه بإنشاء هيئة عليا مؤهلة (ليست مكونة من الشيخ فلان وأبو فلان) لرسم وتنفيذ سياسات يجب على المزارعين الالتزام بها. يجب أن تكون هذه الهيئة مكونة من مهنيين أصحاب رؤيا وعقل مفتوح، على أن لا يكون عملهم تطوعاً، بل يدفع لهم ثمن أتعابهم.
2. الجودة هي السلاح الأهم الذي نملكه، وذلك بسبب الظروف المناخية التي تحدثناً عنها أعلاه، لذا يجب أن نسوق منتوجنا على أساس الجودة، هذه الجودة دسناها بأقدامنا في السنوات الأخيرة بطرق وأساليب لا مجال لذكرها الآن. ولتحقيق هذا الأمر يجب:
أولاً: إعادة الهيبة لتفاح الجولان (تفاح الحرمون كما يسميه البعض)، وهذا بحاجة إلى عملية إعلان وتسويق مناسبة.
ثانياً: العمل قولاً وفعلا على المحافظة على جودة التفاح من خلال:
أ. مراقبة مستوى الرش بالمبيدات الزراعية، وهو أمر محوري وغاية في الأهمية.
ب. العمل على بناء مركز لتصنيف التفاح المسبق (معربة)، أي تصنيف التفاح قبل إدخاله إلى البرادات، وبيعه مصنفاً فقط. وهنا وجب التويه إلى بناء مركز واحد مشترك لجميع البرادات للتوفير في المصاريف الأولية أثناء البناء والمصاريف الجارية بعد تشغيله.
3. العمل على تخفيف تكاليف الزراعة لكي نحافظ على الجدوى الاقتصادية لهذه الصناعة:
أحد أكبر الأخطاء التي نقوم بها في الجولان هي تقسيم الأراضي الزراعية من خلال توريثها للأبناء، وبذلك أصبح لدينا آلاف المزارعين الذين يملك كل واحد منهم دونما واحداً أو اثنين، وهذا ما أدى إلى فقدان الجدوى الاقتصادية لهذه الأراضي، خاصة وأن كل واحد من هؤلاء يقتنى تراكتوراً زراعياً وجميع المعدات الزراعية. الحل هنا أن يقوم هؤلاء بالتعاون والتشارك فيما بينهم، وقد يكون ذلك من خلال الجمعيات الزراعية، أو من خلال مجموعات متجاورة، فتراكتور زراعي واحد مع المعدات اللازمة يكفي لـ 100 دونم. يمكن هنا الاستعانة بمقاولين يقومون بهذه المهمة كما هو متبع في المستوطنات الإسرائيلية.
لا يمكننا الاستمرار أكثر بحالة اللامبالاة هذه، ونحن نرى ثروتنا الوطنية تذهب هدراً أمام أعيننا، دون أن نقوم بالحد الأدنى المطلوب منا في صارع البقاء في هذه الظروف القاسية المحيطة بنا، أو الحد الأدنى الأخلاقي الذي يمكننا من احترام أنفسنا مستقبلاً.
____________________________________
* “ميخال” – يجمع التفاح بعد قطفه في حاويات كبيرة، تتسع الواحدة منها لـ 400 كغم، تسمى بالعبرية “ميخال”.
يا ويحي عليكم يا اهلي واحبابي في الجولان اتمنى ان تجدوا الحل الامثل لهذه المشكله التي اعتبرها عويصه لانها تمثل تراثنا وتاريخنا وفلكلورنا الشعبي
وشكر خاص لموقع جولاني لانه دائما يمدنا بالمعلومات القيمه ومواكب ومهتم لامور المجتمع ان كانت اقتصاديه او تربويه..
والميخال كلمه جديده اضفتها الى مخزوني المعلوماتي
الف شكر مره اخرى على مجهودك الشخصي اخ نبيه
شكرا على بذره الفكره يبقى ان تنمو او تجهض.
ماذا تقول ؟
الجواب معروف لدى كل من زرع ويزرع التفاح والانسان .
وهذا باختصار لان الاختصار يسقي البذره والتفصيل يسقي العليق وكلاهما يراقب بعطشين شديدين .
اخ نبيه..من مصائبنا الكبرى اننا كلما اجتمعنا لحل مشكله او لمعالجة قضيه مهمه ننتقل فور اجتماعنا الى المزاوده واطلاق مقترحات التحديث والتطوير والتنظيم و….ولا نبحث عميقابالتشخيص الصحيح للمشكله..فالطبيب المتمكن يطيل البحث ويكرر التحاليل والفحوصات والصور للمريض قبل ان يعطي العلاج او الدواءحتى لو كانت حالته اسعافيه. اما نحن المزارعين فنقفز دائما الى العلاج ..ومعالجونا مع الاحترام للجميع هم من المستفيدين الطفيليين الذين يعيشون على دماء وعرق المزارعين الحقيقيين ..ويتصدرون الاجتماعات والحملات الاصلاحيه وهدفهم غير المعلن هو ماذا يستفيدون من هذه الموجه من الاصلاح وسرعان ما يتعاونون على اقناع بسطاء المزارعين بان المشروع الذي يقترحونه هو دفة النجاة ومفتاح الحل لازمة الزراعه في المنطقه..ومن ثم يشرعون في سلخ الذبيحه ….(يلزمنا مبلغ كذا ..ثمن السهم كذا….الخ..والمزارع الذي لا يساهم في هذا المشروع “ذنبو عجنبو..ما فينا نساعدو)..فيضطر المسكين الى بيع قسم من الارض ليسهم في المشروع..لا مفر ..لانه باع ذهبات مرتو من اجل المساهمه في المشروع السابق..والذي لم يجد نفعاكما اللاحق…!!..فلو خيرت كمزارع بين “التنظيم ومواكبة التطور..والمستقبل المجهول” فساختار الثاني ..ربا يكون المجهول ارحم من اللي منعرفوووووووووو.
كل الاحترام ل كاتب المقال انا ك مزارع مع الفكره لاني المواسم ال ثلاث الماضيه دفعت من مصروفي الخاص ثمن رش و مياه ري .
لاكن فكرة الجنه وغرفة التسويق فكره جيده .بشرط ان تكون لجنة مراقبه على لجنة التسويق لاني في احدى السنوات خزنت كرز في براد وبعد مده اتصل مدير البراد وقال بعنالك الكرز مع العلم ان كرزي من اجود الكرز فقال لي بعنا الكيلو في 7 ₪ وبعد مده قصيره عرفت التاجر وبعد التحريم عليه قال لي اشتريته ب 12 ₪ فما رايكم رعاكم الله
بسم الله الرحمن الرحيم
هذة المشكلة تعاني منها منطقتنا في السنوات الاخيرة, وحسب خبرتي في هذا المجال ومعرفتي باهل المنطقة وكوني احدى سكانها, هناك مشكلتين.
1- تشتت البرادات التي تحوي التفاح وكل منها يعمل لحدة.
2- المدراء واصحاب القرارات في برادات الجولان يعملون لمصالحهن الشخصية اولا, واذا امكن فيقدمون الخدمة لباقي العامة.
الحل : ان نرشح وننتخب لجنة مؤلفة من 5 اعضاء, وتكون هي اللجنة المسؤلة. بكلمات اخرى ( لجنة ادارة الزراعة في الجولان).
لهذة الجنة مدير, ودستور يكتب من قبل جميع المزارعين. وعلى جميع مدراء البرادات في الجولان, اخذ اذن خطي من مدير اللجنة المركزية ( لجنة ادارة الزراعة في الجولان)قبل تنفيذ اي صفقة كانت , حتى لو حبة تفاح واحدة.
بهذة الطريقة يمكننا ان نعمل كلنا كيد واحدة, حتى نحافظ على زراعتنا.
لجنة الزراعة التي اتكلم عنها هي اهم خطوة في طريقنا للنجاح.
ومن الافظل او من الضروري, ان يكون لهذة اللجنة مكتب واعظاء يتقاضون اجر. وان تكون ببساطة مسؤلة عن كل شيء يتعلق في الزراعة في الجولان ( البرادات, تنظيمات المياة, تعقب وفحص تجار المبيدات الزراعية, والكثير من الامور الاخرى).
ويمكن لاعضاء اللجنة ان يعملوا كل منهم كمراقب ومسؤل عن فرع في هذا المجال.
على سبيل المثال
1- مراقف ومسؤال عن المبيدات الزراعية واسعارها.
2- مراقب حول تنظيم وتقسيم المياة بين اللجات والمزارعين واسعارها.
3- مسؤل عن بيع المحاصل واسعارها.
والكثير من المهام الناقصة في منطقتنا !
لجنة ادارة الزراعة في الجولان تكون الامر الناهي بكل ما يتعلق بامور الزراعة .
حتى لو كلفنا الامر اتلاف جزء قليل من المحاصل لكي نحافظ على اسعار مقبولة.
واختم بقولي اننا نزرع لكي نبقي لاولادنا ما ابقاه اجدادنا لنا حتى لو ك كان عبءا علينا.
فما اروع لو كان هديتنا لاولادنا ولاحفدانا تجني لنا اتعابنا وارباحا اضافيا نقدم فيها مجتمعنا.
والله ولي التوفيق.
وائل
مقال كثير مهم بس دق لمي وهي مي لانو لجان البردات مو مهتمي بيشوفو المدير والعامل عميسرقو ويسمسرو وما بيحكو شي قال بيقلولك منقدرش نستغني عنوو وهو بل أساس بيكونو ليرضو احد من التجار الي هو كلمتو بتصرش ثنتين بيغريهن بعشا بمطعم.يمكن عنكن بل مجدل اهون من عنا تعالو على بقعاثا وشوفو وجع الراس.