السكري مرض مزمن.. ما هي مضاعفاته؟

السكري مرض مزمن يحصل عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج هرمون الإنسولين بكمية كافية، أو عندما يعجز الجسم بشكل فعال عن استخدام الكمية التي ينتجها البنكرياس من هرمون الإنسولين. وبالأصل، فإن الإنسولين هرمون ينظم مستوى السكر في الدم. وحالة ارتفاع نسبة السكر في الدم من الآثار الشائعة التي تحصل نتيجة عدم السيطرة على مرض السكري، وهو ما يؤدي مع مرور الوقت إلى حدوث أضرار على عدد من أعضاء الجسم.

 

ونحو 90 في المائة من حالات السكري الموجودة في العالم هي حالات من النمط الثاني لمرض السكري، الذي يظهر بالأساس نتيجة لفرط الزيادة في وزن الجسم وتدني ممارسة النشاط البدني بشكل يومي. وبخلاف بعض الأمراض، كحصى الكلى التي تتسبب بآلام مزعجة فور حصول المشكلة، فإن مشكلة السكري هي أن أعراض الإصابة به، أو أعراض حصول مضاعفاته، لا تبدو بشكل واضح للشخص المصاب بالسكري، وعند بدء ظهور أعراض المضاعفات يكون السكري قد تسبب بأضراره.

إعلان

 

ولذا، فإن العمل على منع حصول المضاعفات أمر مهم. وهذه نقطة يجدر ذكرها للمريض وتوضيحها بطريقة تساعده على إدراك أهمية العمل على ضبط نسبة السكر حتى لو لم يشعر بأي علامات للمضاعفات. ويجدر كذلك تذكيره بطريقة مناسبة مثل أن مرض السكري يمكن أن يتسبب مع مرور الوقت، في إلحاق أضرار بالقلب والأوعية الدموية والعينين والكليتين والأعصاب. وتحديدا يزيد السكري من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، وهي التي قد تتسبب في وفاة 50 في المائة من المصابين بالسكري. وهذه معلومة يجدر العلم بها لأنها حقيقة طبية ملاحظة وتدعمها الإحصاءات الطبية في كل مجتمعات العالم. كما أن مرض السكري قد يزيد من احتمالات التسبب بأمراض الأعصاب في القدمين، وأيضا التسبب بضعف جريان الدم في شرايين الساقين، وهما قد يؤديان إلى زيادة فرص الإصابة بتقرحات القدم، وهو ما قد يرفع من احتمالات اللجوء الطبي إلى بتر الأطراف في نهاية المطاف. وهي حقيقة لا مجال للمجاملة في عدم ذكرها لمرضى السكري الذين لا يراعون الاهتمام بضبط نسبة السكر لديهم وضبط أي اضطرابات في نسبة الكولسترول والدهون الثلاثية ومقدار ضغط الدم.

 

والسكري أيضا من أسباب حصول اضطرابات في عمل الشبكية في العينين، وهو عالميا من الأسباب الرئيسة المؤدية إلى العمى، وهو ما يحصل نتيجة للتراكم طويل المدى للأضرار التي تلحق بالأوعية الدموية الصغيرة الموجودة في الشبكية. والإحصاءات الطبية تشير إلى أن بعد التعايش مع السكري لمدة 15 عاما يصاب نحو اثنين في المائة من المرضى بالعمى ويصاب نحو عشرة في المائة بحالات ضعف البصر. كما أن السكري من الأسباب الرئيسة المؤدية إلى الفشل الكلوي.

 

السكري مرض له مضاعفات قد تطال عددا من الأعضاء المهمة، وعلى المريض  أن يأخذ الأمر باهتمام أكبر كي لا يصيبه أي من تلك المضاعفات. وأفضل طريقة للتعامل مع مرض السكري هي انتقاء المتابعة لدى طبيب متخصص، واتباع إرشاداته ونصائحه في المعالجة والحمية الغذائية وممارسة النشاط البدني اليومي وإجراء الفحوصات التي يطلب إجراءها خلال المتابعة الطبية في العيادة.

+ -
.