أشار تقرير أعده “المركز السوري لبحوث السياسات” اليوم الأربعاء إلى إن الاقتصاد السوري ينكمش بمعدلات سريعة بسبب “حرب أهلية” مستمرة منذ أربع سنوات ما أدى إلى تراجع الإنتاج الصناعي والزراعي وبالتالي جعل نحو ثلثي سكان البلاد يعيشون في فقر مدقع.
وقال التقرير الذي أعد برعاية من “الأمم المتحدة” و”صندوق النقد الدولي” إن الناتج المحلي الإجمالي في سورية انكمش 40 في المائة منذ بداية الصراع عام 2011، وإن معظم القوة العاملة في البلاد والتي يبلغ عددها خمسة ملايين يعانون من البطالة.
وقدر التقرير الخسائر التي لحقت بالإقتصاد السوري جراء تدمير المباني السكنية والحكومية بنحو 143.8بليون دولار، موضحا أن الضربة الأكبر للموارد المالية تمثلت في فقدان معظم إنتاج سورية النفطي البالغ نحو 400 ألف برميل يوميا مع سيطرة المعارضة المسلحة على معظم المناطق الشرقية حاليا.
وأوضح التقرير أن دمار الاقتصاد السوري تمخض عن قيام تكتلات ذات نفوذ سياسي سلبت أموال الدولة من خلال نهب الموارد، وأن سورية تحولت الآن إلى دولة “من الفقراء” بعدما كانت في الشريحة الدنيا من البلدان متوسطة الدخل بناتج محلي إجمالي بلغ 67 بليون دولار قبل الأزمة في ظل زيادة الاستثمارات وتسارع النمو.
وقال التقرير إن “معدلات الفقر في سورية وصلت الآن إلى مستويات كارثية”، وإن ما يزيد على 150 ألف شخص قتلوا في الحرب التي حولت مناطق في مدن سورية كبيرة إلى حطام.
وفي حين أوضح التقرير أن قطاع السياحة أيضا تلقى ضربة قاصمة بعدما كان يدر على سورية بلايين الدولارات، أشار إلى أن الدين العام بلغ 126 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي عام 2013 مع قيام سورية باستيراد معظم احتياجاتها من النفط والسلع الأولية الأساسية لتخفيف حدة النقص .