السويداء تختنق تحت الحصار والجوع

في ظل الحصار الخانق المفروض على محافظة السويداء منذ نحو أسبوعين، تتفاقم الأزمة الإنسانية يوماً بعد يوم، وسط انقطاع شامل للتيار الكهربائي، وتوقف الآبار عن ضخ المياه، وشح حاد في الوقود والمحروقات، ما أجبر الأهالي، بمن فيهم الأطفال، على محاولة تأمين مياه الشرب بوسائل بدائية في مراكز الإيواء المنتشرة جنوب المحافظة.

إعلان

إعلان

إعلان

إعلان

إعلان

إعلان

إعلان

إعلان

قوات “الحكومة الانتقالية” والمجموعات المسلحة الموالية لها، وعلى رأسها ميليشيا “جيش العشائر”، تواصل إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى المحافظة، أدى إلى نقص حاد في المواد الغذائية والدواء، وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية.

وفي مشهد صادم، نشر أحد عناصر “جيش العشائر”، ويدعى قصي الشمري، مقطع فيديو على صفحته في فيسبوك من جبهة قرية أم الزيتون شمال المحافظة، ظهر فيه وهو يتفاخر بمنع إدخال المواد الغذائية والضروريات الأساسية إلى السويداء، وسط وجود مسلحين إلى جانبه. الفيديو أثار موجة غضب على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة مع استمرار إطلاق النار على قوافل المساعدات واستهداف ورشات الكهرباء التي تحاول إصلاح البنية التحتية المدمّرة.

وتقع قرية أم الزيتون على الطريق الرئيسي بين دمشق والسويداء، وكانت من بين عشرات القرى التي نزح سكانها قسراً إثر هجمات الميليشيات، والتي ترافقت مع عمليات نهب للممتلكات، وحرق للمنازل، وإعدامات ميدانية وخطف مدنيين، لا تزال جثامين بعضهم ملقاة على الطرقات وداخل البيوت.

وبحسب تقديرات محلية، فإن أكثر من 90 ألف شخص نزحوا من 31 قرية وبلدة في أرياف السويداء الغربية والشمالية والشمالية الشرقية. وفي حديث لـ”السويداء 24″، قال أحد النازحين من قرية ولغا من داخل مركز إيواء مؤقت جنوبي المحافظة: “نعيش بلا كهرباء، بلا ماء، بلا غذاء.. الأطفال يبكون من الجوع، والبرد قادم، ولا أحد يسمع صراخنا”.

يُشار إلى أن الوضع الإنساني في السويداء يتدهور بسرعة، وسط صمت دولي وتجاهل منظمات الإغاثة، في وقت يحذر فيه ناشطون من كارثة وشيكة تهدد حياة عشرات الآلاف من المدنيين ما لم يُكسر الحصار وتُفتح ممرات إنسانية آمنة بشكل عاجل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

+ -
.