السيارات الذكية تقترب من دخول أرض الواقع

يعكف العلماء والباحثون على نقل تقنيات الذكاء الصناعي إلى كل ما هو حولنا، فبعد أن كان الهاتف وحده ذكيا، أصبح هناك سوار ذكي ونظارة ذكية وساعة ذكية وكذلك منزل ذكي، كما أصبحت السيارة الآن توصف بالذكية.

فالسيارة الذكية هي تلك التي بمجرد ركوبها يختار مكيف الهواء درجة الحرارة المناسبة، ومع بدء التشغيل يبدأ النظام الصوتي في عمله ليطلق الأغنية المفضلة لدى قائد السيارة، وعند بدء السير تنطلق بيانات نظام الملاحة -على سبيل المثال- محذرة من وجود مانع مروري على طريق العمل مع اقتراح طرق بديلة.. إلى غير ذلك من سيناريوهات ما زالت حتى الآن محض رؤى من الباحثين.

وتعمل شركات السيارات العالمية جاهدة على تطوير السيارات الذكية التي تراقب جميع الركاب، لتدرس عاداتهم وما يحبونه حتى تستقر على ما يعرف لدى شركة دايملر باسم واجهة المستخدم التنبؤية التي يقول عنها كال موس -من مركز التطوير بكاليفورنيا- إن هذا النظام يعتبر كالنادل النبيه الذي يقدم لك ما تتمناه حتى قبل أن تطلبه.
وتسمى هذه السيارات لدى شركة جاغوار لاندروفر البريطانية “سيارة ذاتية التعلم” يمكن برمجتها عبر الهاتف الذكي، وتتعلم من العادات اليومية لقائد السيارة، وتراقب حركة التدفق المرورية لترتب جدول الأعمال والمواعيد بحسب وقت الوصول المتوقع، كما أنها تستطيع اختيار موضوع الاستماع الملائم من الإذاعة بحسب الظرف، كأن تنتقل من الموسيقى إلى نشرات الأخبار بعدما يوصل قائد السيارة أطفاله إلى المدرسة.

أرض الواقع
ومن السلوكيات الذكية الأخرى تقديم المساعدات والاقتراحات للعادات المسجلة لدى أنظمة السيارة عن قائدها، مثل الاتصال بشخص ما في وقت محدد، أو تنبيه قائد السيارة عند نسيان حقيبته الشخصية، أو تنبيهه عند عدم فتح صندوق الأمتعة يوماً إذا كان معتاداً على فتحه قبل الذهاب إلى عمله كل يوم في وقت محدد، وذلك كأن يظهر له عبر شاشة البيانات الاستفسار “ألم تنس شيئاً؟”.

ولا يعني هذا أن اهتمام المطورين ينصب على رفاهية السائق وتوفير أعلى معايير الراحة في السيارة فحسب، ولكن هدفهم الأول بحسب رئيس قسم التطوير في شركة جاغوار لاندروفر فولفغانغ إبيله، هو إخلاء ذهن قائد السيارة للتركيز في الطريق دون أن يشغل باله بأي أمر آخر.

وحاليا نجد أن الشركات المطورة للسيارات بدأت تقترب من الدخول بسياراتها الذكية إلى أرض الواقع، حيث توجد حاليا العديد من السيارات التي تخزن على الأقل وضعية المقاعد والمرايا الخاصة بكل مستخدم للسيارة، ومعرفة ذلك بمجرد إدارته محرك السيارة بمفتاحه الخاص. كما توفر سيارتا بي.إم دبليو آي3 وآي8 تقييما تنبؤيا للطريق لحساب المسافة المتوقعة التي تقطعها السيارة بالتشغيل الكهربائي بدقة قدر المستطاع.

أما شركة كوروس الصينية فهي تنوي تقديم مساعد شخصي يدعى “كيو” يتولى مهمة قيادة السيارة بشكل آلي بمجرد ملاحظته لسلوك غير صحيح من قائد السيارة على الطريق، وستطرح مشروعها هذا في مسابقة التحدي التي تقام على هامش معرض لوس أنجلوس حتى 30 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

+ -
.