الصراع في سوريا: فرار الآلاف إثر هجوم في محافظة حلب

فر قرابة 70 ألف شخص من قرى جنوب حلب إثر هجوم للقوات الحكومية على مدار الأيام الثلاثة الماضية، بحسب ناشط في شؤون الإغاثة.

وقال رئيس اتحاد منظمات الإغاثة الطبية السورية زيدون الزعبي لبي بي سي إنه زار قرى في حلب فوجدها خالية من السكان الذين فروا بسبب المعارك الدائرة فيها.

واضاف أنه رأى الآلاف وهم ينزحون دون وجود دعم طبي أو ملجأ.

ويعد الهجوم الأخير هو الرابع الذي تشنه القوات الحكومية في المنطقة، بعد بدء الغارات الجوية الروسية خلال الأسبوعين الماضيين.

وقد وقعت هذه الهجمات، إلى جانب ريف حلب، في المناطق الريفية القريبة من مدن حمص وحماة والأجزاء الشمالية الوعرة على ساحل محافظة اللاذقية.

وكان مسلحون معارضون، ليس بينهم مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية، قد تمكنوا من الوصول إلى هذه المناطق الاستراتيجية المهمة في وقت سابق هذا العام.

وقد دفعت الخسائر التي واجهتها القوات الحكومية السورية حليفتها روسيا إلى شن حملة قصف جوي لدعم نظام الرئيس بشار الأسد في سبتمبر/أيلول، كما أفادت تقارير بأن ذلك دفع إيران إلى نشر المئات من عناصر قواتها القتالية في سوريا. وقد أقرت طهران في السابق أنها أرسلت مستشارين عسكريين الى سوريا.

سماء ممتلئة بالطائرات

وقال الزعبي لبي بي سي : “رأيت الآلاف. لا استطيع أن أقول أن هناك مئة ألف نازح، لكني استطيع أن أقول أن هناك 70 ألف على الأقل رحلوا من الكثير والكثير من قرى الجنوب والمناطق الريفية في حلب.”

وأضاف الزعبي “رأيت اناسا لم يكن لديهم أي ملجأ ولا حتى خيم، أناسا يبحثون بعض الطعام، أي طعام حتى لو مجرد شطائر” بسيطة. وليس هناك أي دعم طبي”.

وأشار الزعبي إلى أن “القصف كان عنيفا، والسماء ممتلئة بالطائرات المقاتلة والمروحيات، والناس في رعب كبير. إنهم خائفون حد الموت”.

وقد دفعت الاشتباكات الآلاف إلى الفرار عبر الحقول بحثا عن مأوى، بحسب الزعبي.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن القوات الحكومية والمليشيات الموالية لها قد تمكنوا من السيطرة على ثلاثة تلال قرب بلدة خان طومان.

وأوضح المرصد، ومقره بريطانيا، إن خمسة من مسلحي المعارضة قتلوا خلال مواجهات مع مقاتلي جبهة النصرة القريبة من القاعدة وفصائل إسلامية معارضة أخرى دار بعضها في حلب.

وأفادت تقارير بوقوع معارك أيضا في ضواحي بني زيد وصلاح الدين في حلب.

وكان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، حذر الأحد من أن الهجوم في جنوب حلب، فضلا عن الهجمات في المناطق التي يسيطر عليها مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية قد “يتسبب في موجة لاجئين جديدة”.

وقد نزح أكثر من 11 مليون سوري بعيدا عن ديارهم منذ اندلاع الانتفاضة في مارس/آذار 2011.

وفر أكثر من 4.18 مليون سوري إلى البلدان المجاورة، منهم 2.7 مليون في تركيا، تقوم أعداد متزايدة منهم برحلات خطرة في البحر للوصول إلى أوروبا.

+ -
.