الصين تسبق الولايات المتحدة كأكبر سوق للسيارات

رغم تحسن مبيعات السيارات في أوروبا في ديسمبر (كانون الأول) الماضي «بأسرع وتيرة لها منذ أربع سنوات»، كما أكد اتحاد منتجي السيارات الأوروبي «إيه سي إي إيه» في بروكسل، تراجع إجمالي مبيعات السيارات الجديدة في أوروبا، عام 2013 الماضي بنسبة 1.7 في المائة ليصل إلى 11 مليونا و850 ألفا و905 سيارات، وفقا لإحصاءات الاتحاد نفسه، ما يعني أن العام الماضي كان الأسوأ بالنسبة لصناعة السيارات الأوروبية منذ عام 1995.

بالمقابل، بلغت مبيعات السيارات في الصين 17.9 مليون سيارة، وفق إحصاءات اتحاد صناعة السيارات في الصين، مسجلة بذلك نموا نسبته 16 في المائة مقارنة بعام 2012 فيما بلغ حجم مبيعات السيارات في الولايات المتحدة، العام الماضي، نحو 15.6 مليون سيارة وفقا لمجموعة «أوتو داتا» المتخصصة في دراسة سوق السيارات، ما يعني أن الولايات المتحدة أصبحت ثاني سوق عالمية للسيارات، بعد الصين. إلا أن الكثير من المحللين يتوقعون أن تشهد السوقان تراجعا نسبيا في وتيرة النمو خلال العام الحالي.

ورغم أن السوق الأوروبية شهدت أسوأ أيامها منذ عام 1995 بسبب تداعيات أزمة ديون منطقة اليورو المستمرة منذ مدة غير وجيزة، فقد سجلت بعض الشركات الأوروبية «اختراقات» ملحوظة في أواخر عام 2013 بفضل التخفيضات الكبيرة التي قدمها الكثير من موزعي السيارات في أسواق المنطقة في مقدمتها علامة فولكس فاغن الألمانية التي سجلت مبيعاتها ارتفاعا بنسبة 25.4 في المائة تليها شركات فرنسية مثل بيجو – ستروين ورينو التي حققت زيادات كبيرة بلغت 8.5 و30 في المائة على التوالي.

وكذلك ارتفعت مبيعات سيارات مجموعة فيات الإيطالية التي تحمل الاسم ذاته بنسبة 2.3 في المائة فيما حققت مبيعات شركة تويوتا اليابانية قفزة ملحوظة بلغت نسبتها 11.5 في المائة في مبيعاتها في أسواق دول الاتحاد الأوروبي في الشهر الأخير من عام 2013. إلا أن الاختراق اللافت حققته مبيعات شركة أوبل، الوحدة الأوروبية المتعثرة التابعة لشركة جنرال موتورز الأميركية، إذ ارتفعت مبيعاتها بنسبة 21.7 في المائة.

ورغم أن نتائج السوقين الأميركية والصينية كانت جيدة عام 2013 فإن ذلك لم يحل دون توقع الكثير من المحللين تباطؤ هذا النمو خلال العام الحالي، رغم أن معرض ديترويت لهذا العام شهد طرح أكثر من 60 سيارة جديدة بين نسخ أولية اختبارية وطرز حديثة بالكامل.

اتحاد صناعة السيارات الألماني «في دي إيه» توقع أن يشهد نمو السوق الأميركية تباطؤا نسبته ثلاثة في المائة هذا العام ليصل حجم السيارات المباعة إلى 16 مليون سيارة فيما قدر محللون كبار في الولايات المتحدة أن تصل مبيعات عام 2014 إلى مستوى الـ16.4 مليون سيارة.

تجدر الإشارة إلى أن صناعة السيارات الأميركية لا تزال في وارد استعادة عافيتها من حالة الركود التي مرت بها بين عامي 2007 – 2009 وفي هذا السياق لم تصبح جنرال موتورز – بعد خسارة لقبها الذي دام عشر سنوات كأكبر منتج للسيارات في العالم – شركة خاصة تماما من جديد إلا في أواخر 2013 بعدما باعت الحكومة الاتحادية آخر أسهمها فيها، وخرجت كرايسلر من الركود كوحدة تابعة لشركة فيات التي من المتوقع أن تكمل استحواذها لتصبح حصتها 100 في المائة في الشركة الأميركية.

 

+ -
.