شنّت القوات الحكومية السورية، مدعومة بعناصر من «حزب الله» اللبناني، هجوماً جديداً وُصف بأنه «عنيف» على منطقة وادي بردى قرب العاصمة السورية، بالتزامن مع موقف لافت لرئاسة الأركان الروسية التي أعلنت أن «عملية تحرير ريف دمشق توشك على الانتهاء». ويُعد ذلك أول مؤشر إلى أن موسكو باتت لا تعتبر المعارك قرب العاصمة السورية خرقاً لوقف النار الساري منذ 30 كانون الأول (ديسمبر) برعاية مباشرة من «الضامنين» الروسي والتركي.
في الوقت ذاته، أعلنت روسيا وكازاخستان انتهاء التحضيرات لاستضافة مفاوضات سورية في آستانة، وأكدت موسكو أن الدعوة «ستوجه قريباً» إلى المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا للمشاركة في «رعاية المفاوضات إلى جانب روسيا وتركيا وإيران». ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن النائب الأول لوزير الخارجية الكازاخي مختار تليوبردي، أن «آستانة أنجزت التحضيرات اللازمة لاستضافة المحادثات»، لكنه أشار إلى أن بلاده لن تتدخل في مسار العملية التفاوضية التي «تعتمد على المشاركين» فيها.
وأكد ديبلوماسي روسي أن دعوة «سترسل قريباً» إلى دي ميستورا، معرباً عن الأمل بأن تشارك الأمم المتحدة في رعاية المفاوضات المنتظرة إلى جانب موسكو وأنقرة وطهران. ولكن برز أمس احتمال تأجيل موعدها المقرر مبدئياً في 23 الشهر الجاري، بسبب تطورات الأوضاع الميدانية، لا سيما في ريف دمشق، وقال ديبلوماسي إن «هذا الأمر وارد».
في غضون ذلك، أكد مسؤول «مكتب تمثيل روج آفا» (منطقة الإدارة الكردية في شمال سورية) في باريس خالد عيسى الثلثاء، أن الأكراد السوريين ليسوا مدعوين إلى مفاوضات آستانة. وقال عيسى، وهو من حزب الاتحاد الديموقراطي، لوكالة «فرانس برس»: «يبدو أن هناك فيتو على وجودنا»، في إشارة إلى تركيا التي رفضت مشاركة الأكراد في المفاوضات. وتخوض قوات تركية حالياً معارك ضارية إلى جانب فصائل سورية ضد تنظيم «داعش» قرب مدينة الباب آخر معاقل التنظيم في ريف حلب الشرقي. وتؤكد أنقرة أن هدفها بعد الباب طرد المسلحين الأكراد من مدينة منبج القريبة.
وشن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، هجوماً لاذعاً على واشنطن التي اتهمت موسكو بأن «مساهمتها في مكافحة داعش في سورية تكاد تكون صفراً». وقال شويغو إن بيانات وزارة الدفاع الأميركية «تتحدث كما يبدو عن بلد آخر وليس عن سورية».
في الوقت ذاته، أجمل رئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف، حصيلة عمليات بلاده في سورية خلال العام المنصرم، مشيراً إلى «القضاء على تشكيلات كبيرة للإرهابيين في ريفي حماة وحمص، وتطهير ريف اللاذقية منهم». وأضاف أن «عملية تحرير ريف دمشق توشك على الانتهاء، كما فتح الطريق الرئيسي الذي يربط دمشق بشمال البلاد. وتم تحرير حلب والقريتين (في حمص)».
ميدانياً، سجّل ناشطون أمس، هجوماً جديداً شنته القوات الحكومية السورية و «حزب الله» اللبناني على منطقة وادي بردى التي تتحصن فيها فصائل المعارضة قرب دمشق، من دون تسجيل تقدّم لافت في هذه المنطقة الاستراتيجية التي تتحكم بمصادر تزويد دمشق بإمدادات المياه. وتعاني العاصمة السورية من انقطاع في التغذية بالماء منذ أكثر من 20 يوماً، على خلفية الهجوم على وادي بردى.
على صعيد آخر، أكد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أن عملية الإنزال التي نفذتها قوة خاصة أميركية الأحد الماضي في ريف دير الزور (شرق سورية)، أدت إلى قتل «أبو أنس العراقي» المشرف على ديوان بيت المال المركزي لدى «داعش».