شنت الولايات المتحدة اليوم الخميس غارات جوية جديدة على مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية المتشدد في شمالي العراق، رغم تهديد التنظيم بذبح صحفي أمريكي آخر محتجز لديه إذا تواصلت مثل هذه الغارات.
ووفرت مقاتلات تابعة للبحرية الأمريكية وطائرات دون طيار غطاء لقوات عراقية وكردية تقاتل مسلحي “الدولة الإسلامية” قرب مدينة الموصل.
وكان تنظيم الدولة الإسلامية قد بث قبل يومين تسجيلا مصورا يظهر ذبح الصحفي الأمريكي جيمس فولي، قائلا إن ذلك يأتي انتقاما من الغارات التي تشنها واشنطن ضد مواقعه.
لكن القوات الأمريكية شنت 14 غارة جديدة – منذ نشر مقطع الفيديو – قرب سد الموصل، وهي منطقة مهمة فقد مسلحو “الدولة الإسلامية” السيطرة عليها الأسبوع الماضي.
ووفرت الغارات غطاء جويا تزامنا مع تقدم قوات عراقية وكردية صوب تلال المناطق الواقعة جنوب غرب سد الموصل، بحسب ما ذكرته مصادر كردية.
وقال مسؤولون أمريكيون إن غاراتهم أسفرت عن تدمير مركبات وأهداف أخرى تابعة لـ”الدولة الإسلامية”.
آمرلي
وصعد الجيش العراقي من جانب آخر جهوده لفك الحصار عن منطقة آمرلي ذات الغالبية من التركمان الشيعة والتي تخضع لحصار من جانب مسلحي الدولة الإسلامية وحلفائهم منذ سبعين يوما.
ونقلت شبكة الاتصال العراقي عن مصادر عسكرية رسمية قولها التعزيزات تشمل عددا كبيرا من المقاتلين ومعدات وتجهيزات عسكرية “لفك الحصار عن آمرلي الواقعة جنوب قضاء طوزخورماتو جنوب شرق مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين”.
وتابع المصدر ان “التعزيزات تضم آليات عسكرية بينها دبابات وبحماية من طيران الجيش فضلا عن مشاركة متطوعين من الحشد الشعبي” مبينا ان “غالبية التعزيزات وصلت بالانزال الجوي”.
وأضاف المصدر ان “الآليات العسكرية قادمة من بغداد ودخلت آمرلي من جهة ناحية العظيم في ديالى.”
وتنشط الحكومة العراقية دعواتها للمجتمع الدولي للتدخل وإنقاذ تركمان آمرلي أسوة بما حدث من تدخل لحماية الأيزيديين والمسيحيين في شمال العراق، ويقطن المدينة 18 ألف نسمة وطبقا لمصادر محلية فإنها باتت تعتمد في معيشتها على الإمدادات الجوية.
الكرمة
وكانت مصادر في محافظة الأنبار غربي العراق قد افادت لبي بي سي بوقوع معارك اليوم الخميس في منطقة الكرمة جنوبي الأنبار الى الشرق من الفلوجة بين مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية وحلفائهم من الثوار المحليين.
وقالت المصادر إن مقاتلي الدولة الإسلامية طلبوا من عناصر ما يسمى بجيش المجاهدين، وثوار العشائر بإعلان بيعتهم للتنظيم وأميره والانضمام للوائه الأمر الذي رفضته هذه التنظيمات.
وبدأ الخلاف بمشادات كلامية في الكرمة سرعان ما تطور إلى اشتباكات مسلحة، قتل فيها قائد بارز من تنظيم الدولة لم يكشف عن اسمه وأصيب آخر بجروح يدعى أبوثابت الجميلي.
وقالت مصادر جيش المجاهدين وهي مجموعة محلية كانت تهاجم الجيش الأميركي ونزعت سلاحها لاحقا لكنها عادت للعمل العسكري مؤخرا، إنها لن تقبل بسيطرة “داعش ” أو بالقاء سلاحها.
في هذه الأثناء استغلت القوات الحكومية هذه التطورات وقامت بشن هجوم من ثلاثة محاور على المنطقة واستهداف نقاط تنظيم الدولة الإسلامية بهجمات جوية.
ونقل الإعلام الرسمي العراقي عن صباح كرحوت رئيس مجلس محافظة الأنبار قوله إن ما يحدث هو انتفاضة من جانب العشائر ضد داعش.
حكومة جديدة
سياسيا، أكد بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء العراقي المكلف حيدر العبادي أنه سيشكل حكومته قبل انتهاء المهلة الممنوحة له في هذا الشأن والتي تنقضي في التاسع من الشهر المقبل.
ويأتي ذلك في ظل تواصل المشاورات السياسية بين الكتل المختلفة في البرلمان العراقي حول حصصها في هذه الحكومة.