العراق: المعركة مع «داعش» ستطول شهوراً

يقول نازحون من الفلوجة أنها أصبحت «مدينة أشباح القصف اليومي يطاول كل أحيائها، والمسلحون منتشرون فيها بكثافة، ولا تصلها إمدادات طبية أو غذائية». وفيما تنتظر المدينة معركة، يعتقد مسؤولون محليون أنها قريبة جداً وستكون طويلة، بسبب تمكن تنظيم «داعش»، بتواطؤ من زعماء عشائر، من فرض سيطرته عليها، قدرت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين عدد النازحين منها ومن مدن الأنبار عموماً بـ140 ألف شخص.

وإضافة إلى محافظة الأنبار، فإن بغداد والموصل وكركوك وكربلاء، وإقليم كردستان، تستقبل يومياً المزيد من لاجئي الفلوجة والرمادي.

ورأى نازحون إلى العاصمة أن الحياة في الفلوجة لم تعد ممكنة، فعمليات القصف مستمرة على أحيائها الشرقية، والمسلحون يسيطرون عليها، وينتشرون بكثافة في محيطها في انتظار معركة باتت شبه مؤكدة.

وقال نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار صالح العيساوي في تصريح إلى «الحياة»: «كنا على اتصال بشيوخ عشائر الفلوجة، نحاورهم لإيجاد حلول سلمية لكنهم اضطروا إلى مغادرتها، وبعضهم توجه إلى إقليم كردستان، وانقطع الاتصال بهم كلياً، ولم يبق أمامنا سوى خيار الحل العسكري». وأكد أن «قوات الأمن استكملت استعداداتها وخططها لاقتحام المدينة لكنها لم تحدد ساعة الصفر»، وأشار إلى أن «المعركة قد تستغرق أسابيع».

لكن مصادر أمنية قدرت أن المعركة ستستغرق شهوراً، نظراً إلى قوة المسلحين داخل المدينة، واقتحامها يعني تكبد الجيش خسائر فادحة.

إلى ذلك، أعلنت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أمس أن عدد النازحين من محافظة الأنبار بلغ 140 ألف شخص منذ اندلاع الاشتباكات نهاية العام الماضي.

وقال الناطق باسم المفوضية بيتر كسلر: «هذا أكبر عدد للنازحين يشهده العراق منذ اندلاع الصراع الطائفي بين عامي 2006 و2008»، وأشار إلى أن «هذه الأعداد مثبتة لدى الحكومة». وأوضح أن «أكثر من 65 ألف شخص نزحوا من محافظة الأنبار خلال الأسبوع الماضي فقط والكثير من المدنيين غير قادرين على مغادرة المناطق التي تشهد اشتباكات وتعاني نقصاً في الغذاء والوقود الآن».

وأعلنت جمعية الهلال الأحمر العراقي ارتفاعَ عدد النازحين من محافظة الأنبار إلى أكثر من 23 ألف عائلة، منذ بداية أزمة الأنبار وحتى أول من أمس الخميس.

وقال الأمين العام المساعد في الجمعية محمد الخزاعي إن «النازحين موزعون على المدارس والأبنية العامة داخل الأنبار وفي عدد من المحافظات». وأضاف أن «معظم حالات النزوح داخلية في الأنبار، فضلاً عن نزوح عدد من العائلات إلى بغداد وصلاح الدين والنجف وكربلاء والمثنى».

وقالت عضو مجلس محافظة الأنبار أميرة الدليمي أمس إن حكومة إقليم كردستان لبت مناشدات المفوضية السامية ووافقت على إنشاء مخيم في منطقة بحركه لإيواء النازحين.

 

+ -
.