أعلنت لجنة صحية اميركية أن تناول خمس أكواب من القهوة يومياً قد يكون سبباً للوقاية من أمراض كثيرة وعنصراً جيداً في الحميات الغذائية. إلا أن باحثين أخرين اختلفوا مع اللجنة، وأكدوا أن الامر يعود إلى قدرة الجسم على استهلاك «الكافيين» وقوة عملية التمثيل الغذائي، وهو ما قد يأتي برد فعل معاكس من الجسم.
وأرجع المعارضون آراءهم إلى الفروق الفردية الجينية في جسم الإنسان والتي تتعامل مع العناصر الغذائية بطريقة تختلف من شخص إلى آخر، فهناك من يستفيد من القهوة وهناك من يتضرر منها.
وأكد العلماء أنه «في بعض الأحيان قد تسبب القهوة إرتفاعاً في ضغط الدم أو أزمات قلبية بسبب هذا الاختلاف الجيني»، وأضافوا أنه «بسبب إرتفاع أسعار الاختبارات الجينية وندرتها، فإن غالبية الناس لا يعرفون نوع جيناتهم أو رد فعلها».
وقال دكتور الأوبئة في جامعة كاليفورنيا ساندر غرينلاند إن «هناك إختلافات جوهرية بين كل إنسان في التعامل مع العناصر الغذائية، والاعتقاد أن القهوة تحمل التأثير ذاته على كل الأشخاص هو اعتقاد سخيف»، مضيفاً: «يريدوننا ان نصدق بتساوي التأثير، إنه أمر مضحك».
إلا ان الدراسة الأولى الصادرة عن اللجنة الصحية استعانت بعلماء عدة قبل إعلانها عن فوائد القهوة، ورداً على الفئة المعارضة قالوا إن «دلائلهم ضعيفة».
ودفع إنتشار القهوة الكثير من المؤسسات والباحثين للبدء في أبحاث حولها، وأكبر هذه الدراسات أجراها علماء «المعهد الوطني للصحة» العام 2012 ونشرت نتائجها في صحيفة «نيو إنغلاند جورنال» المتخصصة في الأدوية.
وقالت الدراسة إن «القهوة مليئة بالفوائد»، ووصفتها بـ«الدواء المعجزة». وشملت الدراسة أكثر من 400 ألف شخص تجاوزوا الـ13 عاماً.
وكشفت الدراسة أن «من يشربون القهوة باستمرار يتمتعون بصحة أفضل، وانهم أقل فرصة للموت من أمراض عدة مثل أمراض القلب والسكري وحتى الحوادث». وأضافت الدراسة «على سبيل المثال، من يشربون 6 أكواب من القهوة يوميا كانوا أقل بنسبة 10 في المئة من غيرهم عرضة للإصابة أو الوفاة بسبب الأمراض، و12 في المئة أقل للوفاة بسبب أمراض القلب، و17 في المئة اقل للوفاة بسبب الجلطات مقارنة بالأشخاص الذين لا يشربون القهوة».
وكانت دراسة أجريت العام الماضي، خلصت إلى أن القهوة قد تقلّل احتمالات الإصابة بالاكتئاب بين النساء، وأن أخطار الإصابة بالمرض النفسي تتدنى مع تزايد تعاطي المشروب.
وجاءت تلك الدراسة في أعقاب دراسة أخرى أجريت في فنلندا، أظهرت وجود صلة وثيقة بين شرب القهوة وتقليل خطر الاكتئاب والانتحار بين الرجال.
وأوضح طالب الدكتوراه في قسم التغذية بمعهد هارفرد للصحة العامة مينغ دينغ في دراسة نشرتها مجلة «سيركوليشن» الطبية أن «مكونات حيوية فاعلة في القهوة تقلص مقاومة الانسولين والالتهابات»، مضيفاً أن «هذا الأمر قد يفسر بعض اكتشافاتنا، لكن يجب إجراء دراسات أكثر للتحقيق في شأن الآليات الحيوية التي تنتج هذه المفاعيل».