العلم يتغلب على ضعفه في أكبر جهاز لمحاكاة الأعاصير

قام علماء بانجاز أكبر جهاز لمحاكاة الأعاصير في العالم ليساعد في تحسين قدرة اختصاصيي الأرصاد الجوية على توقع قوة العواصف التي تشكل نقطة ضعف أساسية في مجال العلم حتى الآن.

ويشبه الجهاز الذي كلف 15 مليون دولار في كلية روزيستييل للعلوم البحرية والغلاف الجوي حوض أسماك ضخماً، لكن من دون السمك.

وعندما يقوم كبير علماء المشروع بريانس هاوس بتشغيل المحرك البالغة قوته 1700 حصان يعم هدير قوي المبنى الذي يستضيف الحوض، وتبدأ عجلات تجذيف بتعكير 144 ألف لتر من المياه العذبة مع أن استخدام المياه المالحة ممكن أيضا.

وتبدأ أمواج زرقاء بالتموج بهدوء على جوانب الحوض قبل أن تزداد قوة مع هبوب رياح من الدرجة الخامسة على سطح الحوض بسرعة 251 كيلومترا في الساعة.

سريعا يبدأ رذاذ الماء بالانتشار على جوانب الحوض المؤطر بالفولاذ.

ويبلغ طول الحوض 23 متراً وعرضه سبعة أمتار وعمقه حوالى المترين.

وتضرب الأمواج مجسما صغيراً لمنزل أبيض وأخضر وهي تشبه عاصفة فعلية تنقض على منزل يقع على الشاطئ.

ويوضح: “من ميزات هذا الجهاز الرئيسية أنه يحسن القدرة على توقع قوة الإعصار”.

ويأمل الباحثون في استخدام النظام الجديد وهو أكبر بست مرات من أي نظام سابق لمحاكاة الأعاصير، لإجراء تجارب حول الأضرار المحتملة للعواصف على المنازل والمباني المنتشرة على طول الشاطئ.

ويعمل العلماء على تطويع العلم والاختراعات لمحاربة التغير المناخي ولمجابهة الكوارث الطبيعية والبيئية بمختلف اشكالها.

وقالت إدارة الطيران الأميركية (ناسا) في وقت سابق إن شركة سبيس اكسبلوريشن تكنولوجيز (سبيس اكس) ستحاول مجددا اطلاق الصاروخ فالكون 9 التابع للشركة حاملا قمرا صناعيا أميركيا للتنبؤ بالعواصف الشمسية الخطيرة.

وفي حال ضربت هذه العواصف كوكب الارض، فانها قد تؤدي الى اضطرابات كبيرة تطال التيار الكهربائي والاقمار الاصطناعية وحركة الملاحة الجوية واجهزة تحديد المواقع الجغرافية، وبالتالي الى اضرار اقتصادية كبيرة جدا.

وشهدت الارض في العام 1859 اكبر عاصفة شمسية، يقدر الخبراء انها لو وقعت في ايامنا التي يعتمد فيها البشر بشكل كبير على الكهرباء والاتصالات، لكلفت الاقتصاد العالمي الفي مليار دولار، ولتسببت باضرار لم يسبق لها مثيل.

وتوصل علماء في وقت سابق الى ان العواصف التي من شأنها ان تسبب اضرارا واضطرابات كبيرة على كوكب الارض ولا سيما في مجال الاتصال والطاقة الكهربائية والملاحة، بات يمكن توقعها مسبقا اذ انها تكون مسبوقة بتشكل “طوق مغناطيسي” حول الشمس.

وبحسب هؤلاء الباحثين الفرنسيين فان طاقة هذا الطوق المغناطيسي تزداد قوة مع اقتراب خروج الانبعاثات من جوف الشمس الى خارجها.

وهذه الانبعاثات هي التي تسبب العاصفة الشمسية. ويعتقد العلماء ان هذا الطوق المغناطيسي هو الذي يخرج الانبعاثات الشمسية هذه.

+ -
.