طاولت غارات التحالف الدولي – العربي بقيادة الولايات المتحدة على مواقع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) أربع محافظات سورية، في وقت وصل عناصر «داعش» الى بوابات مدينة عين العرب (كوباني) الكردية وسط تقدم دبابات تركية في الجهة المقابلة للمدينة في الجانب الثاني من الحدود، في تحرك يستبق قراراً متوقعاً من البرلمان التركي يمنح الحكومة إذناً بالتدخل العسكري في سورية.
وشملت غارات التحالف على مواقع «داعش» أمس محافظات الرقة ودير الزور والحسكة في شمال شرقي سورية وحلب شمالاً. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن الغارات ضربت أطراف مدينة الرقة معقل «داعش» وقصفت مدرسة عين العروس قرب مدينة تل أبيض كان يتخذها التنظيم مقراً له، ومبنى آخر في المنطقة». وتعيش الرقة، كما يقول ناشطون، في ظلام دامس منذ أيام نتيجة قطع «الدولة» التغذية بالكهرباء ليلاً، ربما للتغطية على تحركات عناصرها. كما أفيد أمس بأن مقاتلات قصفت معمل غاز كونيكو الواقع قرب بلدة خشام في الريف الشرقي لدير الزور، أكبر معمل للغاز في سورية. وذكر ناشطون ومصادر إعلامية إن القصف قامت به طائرات سورية، وهو أمر يعني أن طائرات الطرفين تحلّق في أجواء المنطقة نفسها في سورية (محافظة دير الزور). كما ضربت غارات التحالف مناطق في مدينة الحسكة.
أما في شمال سورية، فقد نفّذ التحالف «ثلاث غارات على منطقة الصوامع في منبج التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في ريف حلب الشمالي الشرقي، ما أدى لاندلاع نيران في منطقة القصف». وكانت غارات استهدفت السبت الصوامع في هذه البلدة التي يتخذها «داعش» مقراً له وإحدى البلدات القليلة التي لا يزال التنظيم المتطرف يسيطر عليها في المنطقة. وأكد الكولونيل باتريك رايدر الناطق باسم القيادة المركزية للجيش الأميركي بعد ظهر أمس أن الطائرات الأميركية استهدفت مركبات لتنظيم «الدولة الإسلامية» الى جوار منشأة لتخزين الحبوب قرب منبج، مضيفاً أنه لا يوجد دليل على إصابة مدنيين.
وتقع منبج بين حلب في الغرب وعين العرب (كوباني) الكردية على الحدود الشمالية مع تركيا والتي يحاول تنظيم «داعش» الاستيلاء عليها. وبات عناصر التنظيم أمس على بعد خمسة كلم فقط من عين العرب وهي أقرب مسافة يصلها التنظيم الى المدينة. وذكر مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن أن «صواريخ التنظيم اصابت للمرة الأولى مركز المدينة» الكردية ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص.
وجاء تقدم «الدولة» نحو عين العرب في وقت اتخذت 40 دبابة وآلية تركية مواقع على تل يطل على هذه المدينة المحاصرة وصوّب بعضها مدافعه باتجاه الأراضي السورية. وذكرت «فرانس برس»، في هذا الإطار، أن الحكومة التركية ستقدم في موعد أقصاه اليوم إلى البرلمان مشروع قرار يجيز استخدام القوة في سورية ويتيح لتركيا الانضمام إلى التحالف الذي تشكل لمحاربة «داعش».
وفي نيويورك (الحياة)، وضع وزير الخارجية السوري وليد المعلم حكومة الرئيس بشار الأسد في موقع الشريك للجهود الدولية لضرب تنظيم «داعش»، ولم يشر في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس إلى أي اعتراض على توجيه ضربات عسكرية ضد هذا التنظيم، بل قال إن «سورية مع أي جهد دولي يصب في محاربة الإرهاب ومكافحته مع التشديد على حياة المدنيين الأبرياء وتحت السيادة الوطنية ووفقاً للمواثيق الدولية». وأكد المعلم ضرورة تعامل المجتمع الدولي مع نتيجة الانتخابات الرئاسية في سورية على أنها تعبير عن «إرادة الشعب السوري الذي اختار رئيسه في انتخابات تعددية».
ودعا المعلم إلى أن «نقف جميعاً وقفة واحدة في وجه التمدّد الخطير للفكر التكفيري الإرهابي في العالم»، منتقداً الولايات المتحدة «ودعم المجموعات التي يسمونها معتدلة بالسلاح والمال والتدريب». كما هاجم الدول التي قال إنها «تدعم المجموعات الإرهابية» و «تصدّر الفكر المتشدد والتكفيري».
وأمام الجمعية العامة ايضاً حمل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو مسؤولية ما قال إنها جرائم حرب ارتبكتها حركة «حماس» في غزة للرئيس الفلسطيني محمود عباس «باعتباره شريكاً لها في حكومته». وقدم نتانياهو مبدأ جديداً لتحقيق السلام مع الفلسطينيين يتم عبر «تحقيق السلام والاعتراف الكامل مع الدول المجاورة لنا في القاهرة وعمان والرياض وسواها».
ووضع نتنياهو «حماس» في خانة واحدة مع «داعش» و»حزب الله» والنظام الإسلامي في إيران و»بوكو حرام» معتبراً أن إسرائيل «تواجه إرهاب حركة حماس عن العالم كله».
وقال إن «الإسلام المسلح في مرحلة الصعود الآن وهو يهدف الى السيطرة على العالم أجمع بحكم الخلافة» معتبراً أن «حماس وداعش فرعان لشجرة واحدة».
وقال إن حصول إيران على سلاح نووي «سيكون مشابهاً تماماً لحصول داعش على سلاح دمار شامل» طاعناً بصدقية الرئيس الإيراني حسن روحاني «ودموع التماسيح التي ذرفها هنا الأسبوع الماضي».