الغذاء قبل الدواء – عزّزْ أمعاءك تتعزّز مناعتك

إذا كانت نسبة 80 في المئة من الجهاز المناعي تتركز في الجهاز الهضمي، فهذا يعني أن الحفاظ على صحة هذا الجهاز يعني الحفاظ على كفاءة عمل جهاز المناعة.

ثمة أمراض كثيرة تصيب الإنسان يعود سببها الى اختراق العوامل الممرضة للأغشية المخاطية المبطنة لجدران الأنبوب الهضمي، ويكون عمل الجهاز المناعي في هذا الأنبوب مكثفاً من خلال تحريك مكونات متخصصة وغير متخصصة تتولى صد الهجمات التي تشنها العوامل الضارة، وبالتالي منعها من تحقيق مآربها، ويمكن تقوية مناعة الأمعاء بالتقيد ببعض النصائح:

– استهلاك الأطعمة المخمرة، وهي سلاح مهم جداً من أجل تعزيز وجود الجراثيم الحميدة التي تلعب دوراً جوهرياً في التحكم بعمل الجهاز المناعي الذي يقف بالمرصاد للجراثيم الشريرة التي تتسلل عبر الشراب والطعام الى الأنبوب الهضمي.

ومن المعروف أن الأمعاء تحتوي على ملايين الجراثيم، بعضها نافع وبعضها ضار، وأن صحة الأمعاء تعتمد في الدرجة الأول على التوازن في محتوى الأمعاء من النوعين، ومن المفترض أن تشكل الجراثيم النافعة نسبة 85 في المئة، وأن أي خلل في هذا التوازن لمصلحة البكتيريا الضارة يقلب موازين القوى، ما ينعكس سلباً على عمل الجهاز المناعي. ومن أشهر الأطعمة المخمرة الشنكليش، الجبن الرومي، اللبن، وجبن القريش.

– تناول الفطر. إذا أخذنا بما ذكره الطبيب الأميركي ويدسون ميريل المتخصص في الطب التكاملي، فإن الفطر يعد من أكثر الأغذية التي تملك قدرة على تقوية الجهاز المناعي، ويعود سر ذلك الى احتواء الفطر على عدد من السكريات الطويلة السلسلة المعروفة باسم «بولي ساكاريدز»، فهي تقوي المناعة عبر رفعها مستويات الخلايا القاتلة وزيادة إنتاج مركبات السيتوكين التي تعمل جنباً الى جنب في مكافحة الجراثيم الممرضة. وكل أنواع الفطر مفيدة على هذا الصعيد، لكن الدكتور ميريل ينصح بنوعين هما «تشيتاكي» و«مايتاكي»، فهما، وفق زعمه، الأفضل في دعم الجهاز المناعي.

– الأغذية الغنية بالغلوتامين الذي هو حامض أميني يعد العنصر المفضل لخلايا الأنبوب الهضمي، خصوصاً للخلايا المناعية. ويساهم الغلوتامين في تصنيع البروتينات، وفي بناء العضلات، وتحسين عمل الجهاز الهضمي، ودعم جهاز المناعة.

– التفاح، فقد كشفت بحوث أن تناوله يومياً يحافظ على البكتيريا النافعة في الأمعاء ويعزز وظائفها الكثيرة، أهمها تقوية جهاز المناعة، والمساعدة في عملية الهضم، وتصنيع بعض الفيتامينات، وإنتاج أحماض دهنية قصيرة السلسلة تلعب دوراً في الحماية من الأمراض القلبية الوعائية.