كشف طبيب نمساوي، أمس الاثنين، عما وصفه بأنه أول ساق اصطناعية في العالم تنقل لصاحبها الإحساس بأنها عضو طبيعي، في تطور من شأنه أن يغير حياة من فقدوا طرفًا من أطرافهم، وتخلصهم من الآلام الوهمية التي يعانون منها.
واستطاع البروفسور هوبرت إيغر من جامعة لينز في شمال النمسا، تطوير ساق اصطناعية عُرضت أمس في العاصمة النمساوية فينا، وتبلغ تكلفة تلك الساق الاصطناعية حاليا نحو 73 ألف دولار أميركي.
وقال البروفسور إيغر، إن الساق الاصطناعية مزودة بستة أجهزة استشعار تم تركيبها في باطن القدم الاصطناعية، وتوصيلها بخلايا تدعى خلايا المحاكاة، متصلة بالأعصاب، وهكذا يتكوّن لدى الشخص إحساس بالساق الاصطناعية وكأنها ساق طبيعية.
وزُرعت الساق الجديدة لرجل يدعى ولفغانغ رانغر، وهو مدرس يبلغ من العمر (54) عاما، كانت قد بترت ساقه عام 2007 بسبب تعرضه لجلطة ناجمة عن سكتة دماغية، لكنه بات الآن يشعر -بفضل هذه الساق- بأنه يطأ الأرض تحت قدمه.
وجرت عملية زرع الساق الجديدة في ديسمبر/كانون الأول 2014، وقد أمضى رانغر الأشهر الستة الماضية في اختبار الساق البديلة، ووصف النتائج بأنها مُرضية.
الساق الاصطناعية مزودة بأجهزة استشعار تمكن مستخدمها من الإحساس بأنها طبيعية (أسوشيتد برس)
اختراع وفوائد
وأصبح رانغر يستشعر الأشياء التي يمشى عليها، ويميز ما إذا كان يمشى على الحصى، أو العشب أو الرمل، وكأن لديه ساقا طبيعية.
وأوضح رانغر أنه بفضل هذه الساق أيضا تخلص من الآلام الوهمية التي يصاب بها من فقدوا أحد أطرافهم، إذ يشعرون أحيانا كأن الطرف المبتور ما زال موجودا، وأحيانا يشعرون بألم فيه، وهو ألم وهمي يتكون في الدماغ.
ويعتقد البروفيسور إيغر “أن يحدث اختراعه نقلة في تحسين نوعية الحياة لمبتوري الأطراف، بما في ذلك من يعيشون في البلدان النامية”.
يشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها النمسا ضجة بخصوص تقنية الأطراف الصناعية، ففي عام 2010 أجرى شاب نمساوي عملية تركيب ذراعين اصطناعيتين يتم التحكم بهما عن طريق الأفكار، ويستطيع بهما قيادة السيارة بنجاح.