منذ إغلاق الطريق أمام طلاب الجولان إلى جامعة دمشق، تحولت الكلية الأكاديمية في تل – حاي إلى بديل مهم، يتلقى فيه المئات منهم تعليمهم الجامعي، في بيئة مريحة وداعمة، والأهم من ذلك يحصلون على مستوى تعليمي لائق يضاهي جامعات الصف الأول. إذ تحتل الكلية الأكاديمية في تل – حاي، منذ سنوات، المركز الأول بين الكليات الأكاديمية في إسرائيل، وتتساوى في تصنيفها بالجامعات الرئيسية.
موقع جولاني التقى مدير عام الكلية، السيد ايلي كوهين، وسأله عن الأمور التي تقدمها الكلية لطلاب الجولان بصورة خاصة، وما الذي يمكن أن يجذب الطالب الجولاني لاختيار كلية تل حاي من بين الكليات والجامعات المتاحة، فقال:
“الكلية الأكاديمية في تل – حاي من أقدم الكليات المستقلة في إسرائيل، وتعتبر واحدة من أكبر وأفضل الكليات في البلاد، وفيها قسمان كبيران، أحدهما قسم العلوم الاجتماعية، والثاني قسم العلوم، وهي الكلية الأكاديمية الوحيدة في البلاد التي فيها قسم للعلوم، فتنافس الجامعات في هذا المجال، حيث يضم قسم العلوم عدداً كبيراً من الاختصاصات، تشمل 15 اختصاصاً للحصول على اللقب الجامعي الأول، و10 اختصاصات للحصول على اللقب الجامعي الثاني مع مراكز أبحاث عملية ونظرية، وهذا تنوع غير موجود في الكليات الأكاديمية بشكل عام. ومن بين هذه الاختصاصات، هناك اثنان منها على الأقل يعتبران من بين أفضل الأماكن لنيل الاختصاص فيها في البلاد، وهي كلية “العمل الاجتماعي” (עבודה סוציאלית)، وكلية “البيوتكنولوجيا”، بالإضافة إلى قسم التغذية الذي تطور في السنتين الأخيرتين بصورة رائعة، وخاصة بعد توقيع اتفاق التعاون مع جامعة “راتغيرس” الأمريكية في نيو جيرسي، التي تعتبر من أكبر الجامعات الزراعية في العالم.
يوجد لدينا تنوع كبير في الاختصاصات، غير موجود في الكليات الأكاديمية بصورة عامة، وفي الكليات التي تقع في الشمال بصورة خاصة، وهذا ما يجعلنا في مصاف الجامعات وليس الكليات الأكاديمية، وهنا تكمن الأهمية بالنسبة لطلاب الجولان، إذ لديهم جامعة قريباً من بيتهم.
يتعلم في تل حاي طلاب من مختلف المناطق، حيث تبلغ نسبة الطلاب القادمين من خارج المنطقة 80%، وبعد إغلاق الطريق إلى جامعة دمشق، حصل ازدياد ملحوظ في عدد الطلاب القادمين إلينا من الجولان.
مستوى التعليم في الكلية عال جداً، ولدينا شروط قبول محددة لا نتنازل عنها، وهذا ما يجعل الشهادة التي يحصل عليها الخريج لدينا محترمة ومقبولة في أماكن العمل، فخريج كلية التغذية لدينا، على سبيل المثال، سيجد عملاً في مستشفى رامبام أو إيخيلوف بسهولة، لأنه سيكون مفضلاً عن الخريجين من كليات وجامعات أخرى، كذلك الأمر بالنسبة لخريجينا من العاملين الاجتماعيين وغيرهم من الإختصاصيين.
ومن جهة أخرى يهمنا جداً أن تكون الأجواء مريحة للطلاب، بغض النظر عن انتمائهم أو المكان الذي يأتون منه، فنحن نؤمن بالتنوع الذي يتكون منه المجتمع الإسرائيلي، لذا نبذل جهوداً كبيرة للتعريف بكليتنا في الوسط العربي، وأن يأتي إلينا طلاب من الوسط العربي، وهم يشكلون حالياً بين 15%-17% من الطلاب، ونطمح أن تصل النسبة إلى نسبتهم الحقيقية في البلاد. أما بالنسبة للكادر الأكاديمي، فهو يضم محاضرين من جميع الفئات، يهوداً وعرباً.
تقدم كلية تل حاي منحاً دراسية خاصة للطلاب الدروز المتفوقين، الذين يقبلون للكليات العلمية، وذلك بهدف زيادة عدد الأكاديميين من أبناء الطائفة الدرزية. ومن هذا المنطلق افتتحنا هذا العام، في ثانوية مجدل شمس، برنامجاً خاصاً للشبيبة لتطوير تعليم علوم الكمبيوتر، سيكون بمثابة رافعة لأبناء البلدة للدخول إلى عالم “الهايتيك”. فخريجو كلية الكمبيوتر لدينا يستقبلون في شركان “الهايتيك” بكل سهولة، وهم مطلوبون، ولهذا السبب افتتحت شركتان كبيرتان فروعاً لها في تل حاي بالقرب من الكلية، وتستقبل هذه الشركات طلابنا، من ذوي التحصيل الجيد، في العمل لديها بعد انهائهم العام الثاني من تعليمهم، فيمكنهم متابعة التعليم والعمل في نفس الوقت”.
من جهته تحدث ابن الجولان، الدكتور مرسل عماشة، المحاضر في الكلية، في حديث لموقع “جولاني”، عن الأجواء الإيجابية في كلية تل – حاي، وعن الدعم الكبير الذي تقدمه الكلية للطلاب طيلة مرحلة تعليمه، من الناحيتين التعليمية والشخصية، وذلك من خلال تخصيص مرافق شخصي للطالب، بتحدث اللغة العربية، يرافقه في كل مراحل التعليم، بالإضافة إلى منح الطالب العربي زيادة في وقت الامتحان قدرها 25% من وقت الامتحان الأصلي، وذلك كون الطالب يقدم الامتحان في لغة ليست لغته الأم.
وبما يخص شروط القبول للكلية، أوضح الدكتور مرسل، أن الكلية لا تتساهل في شروط القبول، ولكنها تعطي حلولا عملية لكي يتخطى الطالب هذه العقبة، وذلك من خلال دورات متعددة تتناسب مع ما يحتاجه الطالب للقبول للاختصاص الذي يريد، بحيث تؤهله للقبول لهذا الاختصاص.
وعن الاهتمام والرعاية الخاصة التي يتلقاها طلاب الجولان في تل – حاي، يقول السيد عبد الحليم الزعبي – المستشار في الكلية، أن الجامعة ترحب بالطلاب القادمين من الجولان، وتسهل عليهم القبول للكلية، وذلك من خلال دورات ومنهاج مخصص لإتمام الناقص لديهم بما يتناسب مع شروط القبول، وتقدم لهم كامل الدعم والرعاية للاندماج والنجاح في تعليمهم.
كلية رائعة بكادرها وأساتذتها,فرصة بالغة الأهمية للصبايا الأمهات اللواتي يرغبن بإكمال دراستهن الأكاديمية… جنب البيت 🙂