عرف هورمون اللبتين لسنوات طويلة بتأثيره على الأيض ودوره في مكافحة السمنة وزيادة الوزن، لكن بعد فترة أثبتت الأبحاث عن فاعلية اللبتين مع البدناء. دراسة حديثة رصدت الأمر الذي من شأنه تحفيز اللبتين من جديد لأداء دوره.
يتميز هورمون اللبتين الذي تنتجه الخلايا الدهنية بأنه يرسل إشارات كيميائية لها دور مهم في الحد من الرغبة في الطعام واستهلاك الطاقة المخزنة في الجسم على شكل دهون. وتتم هذه الآلية بشكل مثالي لدى النحفاء، لكنها تخفق في القيام بنفس التأثير بالنسبة لمن يعانون من السمنة أو الوزن الزائد.
إلا أن الأبحاث الحديثة خلصت إلى أن الرياضة من شأنها تحفيز اللبتين على القيام بهذا الدور ومكافحة الدهون بشكل فعال حتى مع البدناء.
وأجرى باحثون في جامعة فلوريدا دراسة على الفئران، إذ قاموا بتقسيم الفئران إلى مجموعتين واحدة لأصحاب الوزن المعتدل والأخرى لأصحاب الوزن الزائد. وجرى تقسيم كل مجموعة إلى ثلاث مجموعات فرعية، أولهما خضعت لبرنامج حركة والثانية حصلت على مادة اللبتين والثالثة جمعت بين الأمرين، وتم توحيد الطعام للمجموعات كلها وكان يحتوي على سعرات حرارية عالية، وفقا لتفاصيل الدراسة التي نشرتها مجلة “فوكوس” الألمانية.
وكانت النتيجة أن الفئران النحيفة احتفظت بنفس الوزن رغم الطعام الغني بالسعرات الحرارية. أما مجموعة الفئران البدينة التي لم تتحرك بالقدر الكافي، فلم ينجح اللبتين في الحيلولة دون زيادة وزنها. وظهرت النتيجة بوضوح بالنسبة للمجموعة التي حصلت على اللبتين وتحركت بقدر كبير، إذ تناسبت الحركة عكسيا مع زيادة الوزن.
وقال أحد القائمين على الدراسة، فيليب سكاربيس، في تصريحات نقلتها مجلة “فوكوس”: “المشي وحده لم ينجح في حرق الكثير من السعرات لدى الفئران البدينة وهذا يوضح أن مقاومة الجسم للبتين يمكن أن تتغير عن طريق عمل بسيط (الرياضة)”.
وأرجع الباحثون هذه النتائج إلى احتمالية أن تكون الحركة المنتظمة من العوامل التي تحفز تغيرات الأيض في الجسم وتسمح للإشارات التي ترسلها مادة اللبتين بالعمل وتحفيز حرق الدهون. أما بالنسبة للبدناء الذين تتوقف لديهم هذه الإشارات فإن اللبتين من الممكن أن يكون سببا في المزيد من الزيادة في الوزن، ما لم يتم دمجه مع الحركة المستمرة.