كرر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الأحد تأكيده على أن الجيش لن يشن هجوما على مدينة الفلوجة، قائلا إنه يريد أن يجنب المدينة الدمار وأن يعطي للعشائر فيها المزيد من الوقت لطرد المسلحين المرتبطين بتنظيم القاعدة.
وقال المالكي في حديث لوكالة رويترز للأنباء “نريد إنهاء وجود هؤلاء المسلحين دون إراقة دماء لأن أهالي الفلوجة قد عانوا الكثير” في إشارة إلى الهجمات المدمرة التي شنتها القوات الأمريكية لطرد المسلحين من المدينة في عام 2004.
وكان مسلحون من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام القريب من القاعدة ومسلحون عشائريون متحالفون معهم سيطروا على المدينة وعلى أجزاء من مدينة الرمادي المجاورة قبل نحو أسبوعين إثر اضطراب الأوضاع في محافظة الأنبار غربي العراق وغضب العشائر فيها في أعقاب قيام القوات الحكومية بفض مكان الاعتصام في مدينة الرمادي واعتقال أحد النواب الذين يمثلون مدينة الرمادي في عملية شابها العنف.
وشدد المالكي القول على أنه طمأن أهالي الفلوجة الى أن الجيش لن يهاجم المدينة، لكنه طلب منهم في الوقت نفسه استعادة مدينتهم من أيدي المسلحين الذين اجتاحوها منذ مطلع الشهر الجاري، مضيفا ” ثمة تجاوب جيد من أبناء الفلوجة وعشائرها”.
وكانت القوات الحكومية بمعاونة قوات العشائر والصحوات المناهضة للقاعدة استعادت السيطرة على مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار غربي العراق والمحاذية لكل من سوريا والأردن والسعودية.
وأضاف المالكي أن الجيش سيواصل تطويق مدينة الفلوجة الواقعة على بعد نحو 70 كيلومترا إلى الغرب من العاصمة العراقية بغداد، لإيقاف استخدام المسلحين لها كقاعدة لانطلاق هجماتهم باتجاه مناطق أخرى.
وقال المالكي “لا يهمنا الوقت حتى وإن طال، المهم أن لا تضرب المدينة ويقتل الأبرياء بجريرة هؤلاء المجرمين”.
وقد قتل 60 شخصا من المدنيين ومسلحي العشائر وجرح نحو 300 آخرين في الفلوجة والرمادي خلال الأسبوعين الماضيين، حسب احصاءات وزارة الصحة العراقية.
ولم تتوفر احصاءات دقيقة عن الخسائر والضحايا في صفوف القوات العراقية أو عناصر الجماعات المسلحة.
وقد أعلنت الولايات المتحدة عن دعمها للعمليات المسلحة التي تقوم بها القوات الحكومية العراقية في صحراء الرمادي ضد مسلحي تنظيم “داعش” والقاعدة، وقالت إنها ستسرّع ارسال شحنات الأسلحة، من صواريخ هيل فاير وطائرات استطلاع من دون طيار ومعدات عسكرية أخرى إلى العراق.
وقال المالكي إن واشنطن تطلع بلاده على معلومات استخبارية وصور الأقمار الاصطناعية عن معسكرات “داعش” في المناطق الصحراوية القريبة من الحدود مع سوريا في محافظة الأنبار.
ويرى كثير من المسؤولين العراقيين إن الصراع المسلح الدائر في سوريا يلقي بظلاله على الوضع الأمني في العراق وزيادة التوتر الطائفي وعمليات العنف فيه.
وأجملت الأمم المتحدة ضحايا عمليات العنف في العراق في عام 2013 بنحو 8868 قتيلا، وهي الحصيلة الأعلى للضحايا منذ خمسة أعوام.