تواصلت الاشتباكات في الأنبار (غرب العراق) لليوم الثاني على التوالي بين مسلحي العشائر والجيش.
وفيما اكد رئيس الوزراء نوري المالكي سحب القوات من الرمادي بعد فض الاعتصامات «سلماً» وأمرها بالتوجه إلى الصحراء «لاستكمال مهمتها» في ملاحقة تنظيم «القاعدة»، طالب رجال دين المسلحين بعدم التعرض للشرطة المحلية التي أوكل إليها الحفاظ على الأمن.
إلى ذلك، شن نائب رئيس الجمهورية الملاحق طارق الهاشمي هجوماً على المالكي واتهمه بتحويل الحكم في العراق إلى سلطة «طائفية تضطهد السنة»، وطالب دول الخليج بدعم «الوطنيين» للتخلص من «خطط وضعها المالكي وإيران لإشاعة الفوضى في هذه الدول، وأكد أنه قدم استقالته من منصبه.
وأعلن ائتلاف «متحدون» بزعامة رئيس البرلمان أسامة النجيفي، أنهم مصرون على استقالتهم ولن يتراجعوا عنها إلى حين تحقيق مطالبهم، ملوحين بالانسحاب من العملية السياسية.
وقال المالكي في بيان موجه إلى أهالي الأنبار، إن «الحكومة المركزية، بالتعاون مع الحكومة المحلية وشيوخ القبائل الكرام ورجال الدين (في الأنبار)، دخلت إلى الساحة (الاعتصام) وأخلتها سلمياً ولم ترق قطرة دم واحدة، وهذا عمل يدل على حكمة القيادة الميدانية وجهد العشائر والشرطة المحلية، وأنتم أعرف بما حدث خلال فض اعتصامات أقل خطورة وأقل تعقيداً في بلدان أخرى في منطقتنا».
وأضاف: «الآن لتتفرغ القوات المسلحة لإدامة زخم عملياتها في ملاحقة أوكار القاعدة في صحراء الأنبار، ولينصرف الجيش إلى مهمته، مسلّماً إدارة المدن إلى الشرطة المحلية والاتحادية بعد هذا النجاح».
لكن مجريات الأمور على الأرض تشير إلى استمرار المواجهات في مناطق مختلفة من محافظة الأنبار التي تحتل نحو ثلث مساحة العراق. وقالت مصادر أمنية أن أربعة أشخاص قتلوا وأصيب ثلاثة آخرون في الاشتباكات التي جرت امس في الرمادي، واوضحت أن القتلى هم جندي قناص وثلاثة من مسلحي أبناء العشائر سقطوا خلال اشتباكات وقعت في منطقة الحميرة.
وفي الفلوجة، أكدت مصادر أمنية أن خمسة من عناصر الجيش والشرطة أصيبوا خلال هجمات تعرضت لها دوريات أمنية في المدينة وقصف بقذائف الهاون استهدف مقرات للجيش.
وقال أحد اعضاء مجلس عشائر الفلوجة لـ «الحياة»، إن «قوات الجيش ضربت المدينة بالمدفعية، ولم تستطع دخولها بعدما سيطر أبناء العشائر على الأمور».
وتلي عبر مكبرات الصوت في المساجد صباح امس بيان لمجلس علماء الفلوجة طالب المسلحين بعدم التعرض لعناصر الشرطة المحلية لقطع الطريق أمام مندسين يحاولون تشويه الصورة.
وطالب رجل الدين البارز عبد الملك السعدي الأهالي بـ «عدم التعرض للشرطة المحلية بقتلٍ أو أي أذى» وبـ «الحفاظ على من يستسلم من قوات المالكي بالرعاية والتكريم ومنحه الأمان، وتحريم أذيته، لأنهم أبناء العراق وهم مرغمون على ذلك، وصبوا جهدكم على من يعتدي عليكم مسلحاً فقط».
إلى ذلك، هدد ائتلاف «متحدون» بالانسحاب من العملية السياسية برمتها بعدما استقال 44 نائباً من البرلمان.
وقال القيادي في الائتلاف خالد العلواني في تصريح إلى «الحياة»، إن «لا رجعة عن الاستقالة قبل تلبية شروطنا»، وتابع: «اشترطنا اطلاق النائب أحمد العلواني أو نقل محاكمته إلى محافظة الأنبار وتلبية مطالب المتظاهرين المشروعة والاتفاق على مكان جديد للاعتصام ودون تحقيق ذلك سيكون لنا موقف آخر خلال ساعات».
وزاد أن كتلته ستجتمع قريباً لتدرس «الانسحاب النهائي من مجمل العملية السياسية إذا أصرت الحكومة على موقفها ولم تستمع إلى المبادرات».