المرأة العربية المهاجرة تحت ابتزاز التطرف

خصص الروائي السوري المقيم بالكويت عدنان فرزات روايته الجديدة “تحت المعطف” عن حال المرأة العربية، حيث تتحدث الرواية عن معاناة المرأة العربية المهاجرة إلى الغرب تحت وطأة الظروف الاجتماعية والمادية.

وتعاني المرأة العربية المهاجرة من وطأة الظروف المعيشية، وتتعرض للاستغلال من أطراف عديدة مجرد أن تطأ قدماها بلاد الغرب.

وأصبحت المرأة العربية خاصة في بلاد مثل سوريا والعراق وفلسطين في وضع سيء نظرا للاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، وظروف الحروب الداخلية في سوريا والعراق، والتصرفات غير الإسلامية التي تقوم بها ما يطلق عليه “الدولة الإسلامية”.

إعلان

إعلان

إعلان

وتتعرض الرواية لما يواجه المرأة من استغلال وابتزاز وضياع من مهاجرين سابقين ينتهزون القادمين الجدد وحاجتهم إلى تأمين معيشتهم اليومية.

وتدور أحداث الرواية ما بين المغرب العربي وإسبانيا، حيث تكثر الهجرة غير الشرعية في قوارب الموت، وذلك من خلال قصة حب تنسجها الغربة ما بين فتاة مغربية ورجل سوري يلتقيان في مدريد.

ويكتشف الرجل أن الفتاة تتعرض لاستدراج من جماعات متطرفة تتصيد المهاجرين من كل الجنسيات لدفعها للعمل معهم.

وتظهر في الرواية شخصيات أخرى كانت السبب في معاناة الفتاة منذ طفولتها وحتى وصولها إلى مدريد ثم إقليم كاتالونيا الذي تبدأ فيه رحلة البحث عن الفتاة من قبل الرجل الذي أحبها بعدما اكتشف تورطها في أعمال خطيرة.

ويحاول بطل الرواية العثور على فتاته لثنيها عن هذه الأعمال، خصوصاً وأن بطل الرواية لم يسبق له أن عاش سوى قصة حب وهمية مع لوحة لفتاة رسمها بمخيلته وعلقها على جدار غرفته.

وكان يقول :”منذ أن تفتحت عواطفي على هذه الدنيا وأنا كبرعم عفوي في صحراء لم يمسسها بشر، أعيش بلا امرأة، وكنت أخشى كثيراً من أي جرح لمشاعري المرهفة في ما لو فشلت علاقة ما أقيمها”.

وتتسع الرواية لتخرج إلى نطاق تأثير الحضارة الفرعونية على شخصيات تعيش في الغرب معجبة بهذه الحضارة فيتمثلونها في حياتهم اليومية، لتبدو الرواية على أنها عمل يحاكي الحضارات أيضاً وقوة سطوتها عبر الأزمان.

وتتصدر مشاهد العنف تجاه المرأة في العالم العربي، وما تواجهه من معاناة عند ذهابها للعالم الغربي المشهد الإعلامي خلال الفترة الأخيرة، وهو ما ألهب خيال الشعراء والأدباء وبدأ انتاجهم الأدبي يصور هذه المعاناة للمرأة العربية.

ويهتم الكاتب السوري عدنان فرزات بتصوير الحالة السياسية للعالم العربي وخاصة في سوريا، وحالة الانقسام الواضحة بين فئات الشعب من خلال عالمه الروائي، حيث سبق وأن تناول في رواياته الأربع السابقة الصراعات السياسية والفتن الطائفية وانقسام الشعوب العربية.

واستطاع أن يوظف الحدث الدرامي في سوريا من خلال روايتي “كان الرئيس صديقي” وصدرت في 2013، و”رأس الرجل الكبير” وصدرت في 2011، وسبقتهما روايته “جمر النكايات” الصادرة في 2010، في نفس السياق.

ثم أصدر رواية سياسية رابعة بعنوان “لقلبك تاج من فضة”، عن صراع الحب والسياسة، وهي تنتقل لتفاصيل المشهد السوري الذي بدأ يقسم المجتمع ويفتت أواصره.

وتنقل هذه الرواية صورة الانقسام، حيث تتحول الانتماءات لاحقا إلى ريح تطفئ شمع العاطفة بين شاب وفتاة تربيا معا منذ الطفولة، وحين كبرا باحا لبعضهما بالحب، إلى أن جاءت الثورة السورية فالتحقت الفتاة بصفوف الثورة، بينما انخرط الرجل مع النظام.

ويكمل فرزات بروايته الخامسة “تحت المعطف” الحالة السياسية للوطن العربي، ولكن من خلال تسليط الضوء على المرأة وقضاياها والعنف الذي تتعرض له.

صدرت الرواية عن دار”سما” في الكويت ورسم غلافها الفنان التشكيلي أسعد فرزات.

+ -
.