عقد نهار السبت الواقع في 18/03/2017 في “المرصد” -المركز العربي لحقوق الإنسان في الجولان المحتل- اجتماع مع بعثة منظمة الصحة العالمية (WHO) التابعة للأمم المتحدة، وذلك في معرض زيارة البعثة للأراضي العربية المحتلة -فلسطين والجولان- للوقوف على الأحوال الصحية للسكان. وقد أطلع المرصد أعضاء البعثة على واقع الجولان قبل الاحتلال وبعده، والسياسة التي انتهجتها سلطة الاحتلال الإسرائيلي بعد عام 1967، المتمثلة بالتطهير العرقي للسكان، وتهديم القرى والمزارع التي كانوا يقطنونها وإنشاء المستوطنات غير الشرعية على أنقاضها. كما تم استعراض واقع حقوق الإنسان في الجولان، من حيث سياسة التمييز التي تمارسها سلطة الاحتلال بحق مواطنيه السوريين المتبقين في مختلف المجالات، كالاستيلاء على الأرض وفرض قيود صارمة على استخدامها لأغراض البناء، محاصرة القرى العربية الخمس والحد من التوسع العمراني، هدم المنازل، والحرمان من الانتفاع بالمياه لأغراض الزراعة، فضلاً عن الأسعار الباهضة التي يدفعها المزارعون السوريون مقارنة بالأسعار الممنوحة للمستوطنين.
وقد تطرق الاجتماع أيضاً إلى الخدمات الصحية التي يتلقاها الجرحى السوريون – المدنيون والعسكريون – في المستشفيات الإسرائيلية، وتم التأكيد على حقهم في تلقي العلاج والالتزام الواقع على السلطات الإسرائيلية بهذا الخصوص وفق القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان. وقد عبّر المرصد عن احتجاجه على إعادة ترحيل المدنيين، خاصة النساء والأطفال والمسنين، وكذلك الأطفال الذين ولدوا في المستشفيات الإسرائيلية وأمهاتهم إلى مسرح العمليات الحربية ليواجهوا خطر الحرب ومآسيها من جديد، مطالِباً بالكشف عن ظروف وملابسات إعادة هؤلاء، والإبقاء عليهم في مناطق آمنة لغاية انتهاء النزاع المسلح ومن ثم إعادتهم. كما تم التأكيد على عدم مشروعية إعادة أفراد الجماعات المسلحة الذين تلقوا العلاج في المستشفيات الإسرائيلية ثانية إلى الأراضي السورية لمواصلة القتال، إذ يفترض احتجازهم في دولة الاحتلال أو أية دولة محايدة أخرى لمنعهم من المساهمة ثانية في الأعمال القتالية.
منظمة الصحّة العالمية (World Health Organization-WHO) واحدة من عدة وكالات تابعة للأمم المتحدة، وهي متخصصة في مجال الصحة، ومقرها في جنيف – سويسرا. وهي السلطة التوجيهية والتنسيقية ضمن منظومة الأمم المتحدة فيما يخص المجال الصحي.