المسافة بين الماضي والحاضر – فائد زهر الدين

اخواي واخواتي جميعنا ندرك وبامتياز ان هناك مسافة شاسعة بين الماضي الذي عشناه والحاضر الذي نعيشه من حيث المضمون المتمثل بكافة جوانب الحياة وسبل المعيشةومن جميع النواحي الاجتماعية ، سلوكيا ،اخلاقيا تربويا ، تفكيريا وتطبيقيا ، ولو امعنا النظر في صفحات مخيلتنا لوجدنا وبصدق ، ان ما كان في الماضي بعضه غير موجود او على الاقل يستحيل تطبيقه اليوم وهذا واقع لا يمكن تجاهله ابدا وعدم الاكتراث له يزيد الامر تعقيدا باتجاه الاصعب . لو سالنا انفسنا يوما :
1- هل نستطيع اعادة عجلة الزمن الى الوراء؟
2- هل نستطيع ايقاف ظاهرة التقدم الالي والالكتروني والحضاري الذي نشهده في ايامنا هذه ؟
3- هل نستطيع الاستغناء عن الجهاز الملعون الذي نضعه جميعنافي جيوبنا ونصطحبه الى كل مكان وهو يحتوي على عالم متكامل يجتمع في داخله الخير والشر ونحن اصحاب الخيار في كيفية استخدامه ؟
4- هل تعتقدون ان كل من يملك هذا الجهاز يتمتع ببصر وبصيرة تساعده على ادراك العواقب الناجمة عن استخدامه ؟

5- هل تبادر كل ام لمراقبة اطفالها من البنين والبنات عندما تطلق لهم العنان في استخدامه ؟
6 – هل تعلمون ان الاطفال صغار السن يجيدون استعمال البليفون والايبد بمهارة تفوق مهارة بعض الكبار ؟ 7

– الاتصدقون ما يقال عن وجود حواجز وموانع داخل هذا الجهاز ؟


8- الا تسمعون عما يشاع من اخبار واحيانا قلاقل ان وللاسف الشديدصغار السن باتوا يشاهدون ويعلمون عن امور تتعلق بالجنس البشري والحيواني ؟
9- هل تعلمون كم كثرت وتنامت الضغينة وتجذر الحسد بين ابناء المجتمع لسهولة وصول الاخبارالسارة منها والضارة على حد سواه ، فكل ما يصلني ارسله لغيري وبلمحة بصر ؟
اخواني واخواتي : امور كثيرة وفيرة لا نستطيع الخوض في غمارها واحصائها باتت من عالمنا الجديد لا يمكن الاستغناء عنها احيانا ولا تطبيقها احيانا اخرى ولكن المطلوب هنا تفعيل العقل البشري في طرق الوقاية والعلاج فكما يقال بالعامية ” ضربي على الحافر وضربي على المسمار” وفي اعتقادي انه من واجب كبار هذا المجتمع من اصحاب العقول الناضجة من كافةاطياف المجتمع ايجاد الحلول التي تتلائم مع المنطق والواقع عملا بالقول القائل : ” بعض ما كان في الماضي لا يصلح ليكون اليوم ” ولا اقصد في قولي المضمون انما الطريقة علما اننا عاجزون عن التحكم او الاقصاء بالقوة ولو حاولنا لوجدنا انفسنا نغرد خارج السرب ولا يكترث احد لما نفعله ولربما نجابه بشيئ من السخرية وعدم المبالاة .
بحكم عملي سابقا في سلك التعليم لمدة طويلة اتعرض اليوم لاسئلة من طلابي سابقا وهم اليوم موضع فخر واعتزاز لي وللاخرين فهم يسالون لماذا لايبادر كبار المجتمع من رجال الدين بشكل خاص لشيئ من التوعية للجيل الصاعد ؟ لماذا هناك حاجز بين بعض رجال الدين وبين غير المتدينين ؟ لماذا ينظرون الينا نظرة خاصة ؟ وهل يعتقدون اننا كفرة لاسمح الله لمجرد ان زينا مختلف ؟ ” فالمرء باصغريه قلبه ولسانه” . اسئلة كثيرة في اعتقادي جوابها واحد الا وهو التواصل الاجتماعي والفكري والاحترام المتبادل وعدم الغاء الاخر وتفهم رايه ومحاولة ايجاد قاسم مشترك يجمع بين المتدين وغير المتدين من منطلق ان التقدم الحضاري يفرض على البعض سلوكا اخر يتلائم مع جوانب الحياة من حيث الزي والفكر مع الحفاظ على القيم الاخلاقية والمعنوية والتربوية لكل من الطرفين ونحن اليوم والحمد لله في مجتمع متعدد الاطياف ولدينا العديد من رجال الدين الافاضل واصحاب الفكر المتنامي وغيرهم من اصحاب الوعي وبعد النظر وما نحتاجه ونتوق اليه هو نشر الوعي غير المشروط بحيث يتلائم مع سبل المعيشة ومراعاة التقدم الحضاري وتفهم الاسباب والاحتكام الى العقل وعدم اساءة الظن بالاخرين ذلك لكي ننعم بحياة وديعة ملؤها الحب والاحترام المتبادل والله ولي التوفيق .

+ -
.