كشف الجيش الإسرائيليّ، اليوم الخميس، عن ‘غرفة عمليّات’ خاصّة تابعة له، مُنحت اسم ‘المظلّة النّاريّة’، تتولّى أمر مراقبة الحدود الإسرائيليّة مع سورية، ومنها تعطى أوامر الاغتيالات وتدمير المركبات في الجانب السّوريّ.
وأوضح التّقرير أنّ غرفة ‘ المظلّة النّاريّة’ تحوي العشرات من شاشات البلازما، التي ترصد كلّ تحرّك على الحدود، ليقوم الضّباط المتواجدون فيها باتّخاذ كلّ ‘القرارات المصيريّة’، مثل اغتيال مجموعة تقوم بوضع عبوّة ناسفة، على حدّ تعبير الجيش، وتدمير صواريخ سوريّة وغير ذلك.
وأتاح الجيش، بشكل استثنائيّ، لطاقم من صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ دخول غرفة ‘ المظلّة النّاريّة’ على الحدود الشّماليّة وتوثيق ما يجري بداخلها من نشاط، وصفه الصّحافيّون على أنّه ‘من شأنه أن يكون الفاصل’ بين دخول عناصر تابعة لداعش من جنوب الجولان ‘إلى أحد كيبوتسات أو الشّروع في حرب جديدة في الشّمال، بسبب اختطاف جنديّ’.
وأشار التّقرير الذي نشره موقع صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ الإلكترونيّ، أنّ غرفة العمليّات السّريّة هذه، سيتمّ تحديثها بأفضل وأجود الوسائل التّقنيّة، والتي من شأنها ‘أن تساعد ضبّاط القبّعة النّاريّة إدارة تدمير عشرات الأهداف خلال فترة وجيزة جدًا’.
وصرّح قائد غرفة ‘المظلّة النّاريّة’ أنّ أكبر تحدّ للغرفة، على حدّ تعبيره، ‘القضاء على كميّة كبيرة جدًا من الأهداف التي وضعناها مسبقًا’.
وتعتمد المنظومة التّقنيّة الحديثة في غرفة ‘القبّعة النّاريّة’ شاشات ضخمة، ذات جودة كبيرة، بينما يشبه نظام تشغيلها الفيسبوك، الذي يحتوي على ‘أيقونات وإشارات سهلة الاستخدام’.
وأورد التّقرير أنّ المنظومة ‘أثبتت جدارتها’ على حدّ تعبيره، في إشارة لاغتيالات وتدمير مركبات على الحدود السّوريّة الإسرائيليّة، في الأسابيع الأخيرة.
وأنشأ الجيش الإسرائيليّ، قبل عامين، وحدة تدعى ‘الجولان’، تشتمل على ‘بنك أهداف’ لشخصيّات ستغتالها إسرائيل، يتواجد ويتوفّر داخل ‘القبّعة النّاريّة’، ويتمّ تحديثه بشكل دائم.
وصرّح أحد قادة ‘القبّعة النّاريّة’ عن الجبهة السّوريّة أنّه خلافًا ‘لغزّة أو لبنان، التي تعرف بوضوح من هو عدّوك فيها. لا يوجد في الجانب السّوريّ سلطة مهيمنة، والتّنظيمات غير خاضعة لأيّ سلطة’.
وأضاف ‘مقابل كلّ هذه الفوضى، يستعدّ الجيش الإسرائيليّ لعمليّة كبيرة يبادر لها الإسلاميّون ضدّ أهداف إسرائيليّة’، مشيرًا إلى أنّ الصّعوبة تكمن في تسلّل كمّ كبير من الجهاديّين دون إنذار استخباراتيّ سابق، ما قد يشكّل خطرًا وصعوبة أكبر للجانب الإسرائيليّ، وهو سيناريو تدرّب الجيش الإسرائيليّ على حدوثه في مناورة نفّذها قبل أسبوعين.
وجاء في التّقرير أنّ السّيناريو المقبل للقتال العنيف القادم سيشمل طائرات حربيّة، دبّابات ومقاتلين سيطلقون صواريخ ‘تمّوز’ دقيقة الإصابة، وأشار إلى أنّ ‘ملحّني هذه المعزوفة القاتلة، سيجلسون في غرفة طوارئ حربيّة اسمها المظلّة النّاريّة في المعسكر، بين الأشجار المورقة، شماليّ الهضبة’.
وأشار قائد الغرفة الخاصّة إلى أنّ أهمّ عنصر في مجمل تشغيل الغرفة هي المعلومات الاستخباراتيّة، التي أشار إلى أنّها شهدت ‘تحسّنًا كبيرًا’ هذا العام، في كلّ ما يخصّ الجانب السّوريّ.
وأضافت إسرائيل منذ عدّة سنوات، عتادًا عسكرًّا على الحدود السّوريّة مثل بطاريّة صواريخ ومنظومات صاروخيّة مختلفة، وهو عتاد كانت إسرائيل قد نصبته على الحدود اللبنانيّة فقط.
وأشار قائد غرفة العمليّات الخاصّة، ‘ المظلّة النّاريّة’ إلى أنّ إسرائيل تردّ ‘الصّاع صاعين’، ووفق تعبير الجيش الإسرائيليّ ‘الرّدّ الرّادع’، الذي يردّ أكثر عنفًا على الطّرف الآخر، من أجل إدخال عنصر الرّدع.
وتختبر ‘ المظلّة النّاريّة’ في الوقت الحقيقيّ لتنفيذ إطلاق النّار، مدى ‘الضّرر الذي ألحقته بالهدف، من أجل تأكيد التّدمير إن احتاج الأمر’. وتعمل الوحدة 24 ساعة طيلة أيّام الأسبوع.