أجلت المعارضة السورية قرارها بشأن المشاركة في محادثات جنيف من عدمه إلى الخميس، متهمة في الوقت ذاته روسيا وإيران بوضع عراقيل لمنع عقد المحادثات المزمع انطلاقها الجمعة مع ممثلين عن حكومة الرئيس بشار الأسد.
حثت واشنطن اليوم الأربعاء (27 كانون الثاني/ يناير 2016) المعارضة السورية المجتمعة في الرياض على انتهاز ما وصفتها بـ “الفرصة التاريخية” لحضور محادثات السلام في جنيف دون شروط مسبقة. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية “أمام فصائل المعارضة فرصة تاريخية للذهاب إلى جنيف واقتراح سبل جادة وعملية لتنفيذ وقف لإطلاق النار و(إتاحة) وصول المساعدات الإنسانية وغيرها من إجراءات بناء الثقة.. وينبغي أن يفعلوا ذلك دون شروط مسبقة.”
في غضون ذلك أعلنت الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة السورية في الرياض أنها أجلت إلى الخميس قرارها بشأن الدعوة الموجهة إليها للمشاركة في المفاوضات مع النظام الجمعة في جنيف، وفق متحدث باسمها. وقال سالم المسلط إن اجتماع المعارضة السورية سيعقد مجددا عند الساعة العاشرة من صباح الخميس.
من ناحية أخرى، اتهم مسؤول بالمعارضة السورية في مقابلة مع قناة تلفزيون الإخبارية السعودية إن هناك “عراقيل روسية وإيرانية” تمنع عقد محادثات السلام المزمعة مع حكومة الرئيس بشار الأسد بعد غد الجمعة. وقال أسعد الزعبي، عضو الهيئة العليا للتفاوض التي تمثل فصائل سياسية ومسلحة معارضة للرئيس بشار الأسد إن المعارضة في انتظار رد الأمم المتحدة على مطالبها قبل تحديد موقفها من الحضور.
وأضاف في المقابلة “نحن ننتظر جواب السيد بان كي مون علي ضوء هذا الجواب.. إذا كان إيجابيا ربما تكون هناك موافقة علي الذهاب” في إشارة لمطلبي المعارضة بوقف قصف مناطق مدنية ورفع الحصار عن بعض المناطق.
كانت الهيئة العليا للمفاوضات قالت مرارا إن على الحكومة السورية وحلفائها وقف القصف ورفع الحصار عن المناطق المحاصرة- وهي الخطوات التي وردت في قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الصادر في 18 ديسمبر/ كانون الأول- قبل أن تشارك في المحادثات.
ووافقت الحكومة السورية بالفعل على المشاركة في المباحثات التي يأمل مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا أن تضع حدا لسنوات الحرب الأهلية الخمس التي قتل خلالها نحو ربع مليون شخص. وقال جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي إن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي قد ينضم للمحادثات في مرحلة لاحقة. وقال إن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيرأس وفد الحكومة لكن لم يصدر تعليق فوري من وسائل الإعلام الرسمية السورية.
وتواجه مساعي دي ميستورا لعقد المحادثات مشاكل بالفعل بينها خلاف بشأن تمثيل المعارضة. وتضم الهيئة العليا للمفاوضات فصائل معارضة قوية تقاتل الأسد في غرب سوريا إلا أن روسيا طالبت بتوسيع قائمة المشاركين لتشمل شخصيات مقربة منها بالإضافة إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي بزعامة صالح مسلم.